عابر سبيل العدد الشهري رقم : 129

*****
مع انتهاء الانتخابات التركية بفوز طيب رجب اردوغان في أجواء ديموقراطية رائعة وتجربة انتخابية فريدة يجب ان تدرس في مدارس السياسة العربية، تعيش كندا وتحديدا مدينة تورونتو تجربة انتخابية اخرى تقشعر لها ابدان المواطن العربي المغلوب على امره والذي لم يفرح بالمرور بتجربة ديموقراطية حقيقية لانتخاب اي من زعمائه. ففي شهر حزيران سيتم انتخاب عمدة للمدينة بعد استقالة جون توري واعترافه باقامة علاقة مع احدى الموظفات في العمل. (تخيل يا رعاك الله ان يتم محاسبة كل فاسد في وطننا العربي واقصائه من منصبه- لا سمح الله-) .
المهم بالامر انه تقدم لهذا المنصب ١٠٢ شخص بينهم كلبة. نعم صحيح هي كلبة انقاذ روسية تدعى مولي لان القانون الكندي لا يمنع الحيوانات من الترشح لكنه يشترط ممن يتسلم اي منصب حكومي ان يكون سنه اكبر من ١٨ عاما وحاصل على الجنسية الكندية . وبما ان هذان الشرطان لا ينطبقان على مولي ” الكلبة المرشحة” فان صاحبها توبي هيبس هو من سينوب عنها في رئاسة البلدية في حال فوزها.
‎يقول توبي هيبس ، الذي وصل إلى قاعة المدينة على عجلات تزلج ، إنه يقف بجانب كلبته ويدعم توجهاتها ومطالبها خاصة فيما يتعلق في استخدام بلدية تورونتو لملح الطريق الشتوي لاذابة الثلوج والذي يؤذي أقدامها وكذلك زيادة عدد الحدائق العامة في المدينة ووضع تعديلات قانونية تفرض على المطاعم تعديل الجلسات الخارجية كي تستوعب الكلاب المرافقة. واضاف هيبس إن فوز مولي وتواجدها خلال اجتماعات البلدية سيؤدي إلى مزيد من “الخطاب الحضاري”.فهل كان يقصد نوابنا العرب الذين يتراشقون بالاحذية والاسلحة تحت قبب البرلمان؟ الله اعلم.
‎من ضمن المرشحين ايضا طالب في الصف الثاني عشر يدعي مئير شتراوس
‎يقول مئير ان اسمه باللغة الانجليزية يلفظ – Mayor- ويعني رئيس البلدية مما يؤكد على احقيته بهذا المنصب من غيره ممن لا يحملون هذا الاسم ، ويضيف انه مرشح صغير بالسن ، لذلك لن بموت اثناء توليه المنصب و بما انه غير متزوج ، لن يكون له فضائح جنسية في العمل كما كان لرئيس البلدية السابق الذي استقال بسبب علاقاته الغرامية داخل نطاق عمله
ينتمي المرشحون الى اعراق وثقافات واديان متعددة بما يعكس التعدد الثقافي في تورونتو وكندا ، يمارسون مهن متنوعة فمنهم المهندس ،والطالب وأيضاً رجال بوليس ورجال أعمال، وكلاب انقاذ 😊

لنتابع معاً من سيحالفه الحظ في هذه الانتخابات الفريدة من نوعها كونها تحتوي على أكبر عدد من المرشحين يمارس الكل حقه في الترشح والانتخاب ضمن القوانين والمعايير الدستورية ودون التعدي على حرية الاخر او حرمانه من ممارسة حق يضمنه له الدستور. ولا يسعنا في هذا المقام الا ان نقول ” عقبال وطننا العربي “.

****