شلبكيات

شباك أبو شلبك – العدد 127- ص3

العنوان : لاحرج بالتسمية بمحمد هارون

من شباك أبو شلبك
العنوان : لاحرج بالتسمية بمحمد هارون
المناسبة : كثرة المُفتين بغير علم.
الزمان والمكان : حيث الكثير من الردّاحين من مختلف الأديان يتصيدون لبعضهم البعض.
الوقت: عند الحاجة لكل جهد يصب في مصلحة الفقراء والأميين.
مهنة أبو شلبك في هذه الحلقة : مُفتي!!
اللغة المستخدمة : العربية الفصيحة.
كتب : محمد هارون

—————————————————————————————————-
وردت الرسالة التالية من أحد المواطنين يسأل بها العلامه أبو شلبك أطال الله في عمره عن اسمه، ويتساءل بها قائلاً: هل يمكن لي أن أسمي ابني بمحمد هارون؟.
الإجابــة: “الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن (هارون) اسم نبي من أنبياء الله ورسول من رسله، وهو أخو موسى أرسله الله معه إلى فرعون وقومه، قال تعالى على لسان موسى: وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (طه: 29-32 )
وقال تعالى: وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (الأنبياء: 48)
وهو معروف في المجتمعات الإسلامية، ويجوز التسمي به، بل هو من الأسماء المستحبة التي ينبغي على المسلم أن يسمي بها ابنه كباقي أسماء الأنبياء والصالحين، فقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم ابنه باسم أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: ولد لي غلام فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة. متفق عليه. والأصل أن تكون التسمية بمحمد أو بهارون دون تركيب، ومع ذلك فلا نعلم دليلاً يمنع من التسمي باسمين كمحمد وهارون، ولا يلزم عليه محذور من المحاذير الشرعية المبينة في الفتوى.”
انتهت الاجابة… ولكن أيها السائل مع كل التقدير والإحترام…. سأسألك أنا الآن :
س: هل حُلت مشاكل المسلمين المتنوعة ولم يبق الإّ اشكالات حول التسميات؟
س: أو هل تصاب بارتباك كبير عندما تختار اسم لولدك الجديد؟
س: هل لديك وقت كاف لمثل هذه الأسئلة؟.
البعض يوهم نفسه، أو يخطط بدهاء لإيهام البسطاء بأننا قد أكملنا اختراع الصاروخ العابر للقارات وتخلصنا من آخر أميّ لدينا، وأصبح بيل جيتس من أتباعنا وكارلوس سليم من فقرائنا، كما واختفت الطوابير من على أبواب السفارات الغربية في عواصمنا العربية الكثيرة. لا يا أصدقائي الوضع مختلف تماماً. حتى لو انحدرت بعض الفتاوي هذه الأيام، من مثل: إرضاع الكبير والرضاعة من الزوجة اثناء الجماع، وجماع الوداع، وجهاد النكاح، وقتل المعارضين وعض النساء بدلا من وعظ النساء والتبرك ببول الرسول ص.
حتى لو انحدرت الفتاوي إلى قاع المدينه أو حتى إلى قاع البحر الميت كما أسلفنا، فهذا لا يبرر للسائل أن يغوص عميقاً في الخصوصية، أو ينزل كثيراً تحت الحزام. بالطبع نحن نستنكر ونستغرب (برّوزة) البرامج التلفزيونية والإذاعية التي ترد على مثل هذه الاستفسارات.
عموماً وبرأي أخوكم أبو شلبك الذي جرّب وطاف وطار من طنجة إلى طرابس إلى طلوزة، فهو يقول: على السائل أن تكون أسئلته هامة وعامة. وعلى المسؤولين عن الإجابات عدم الرد ( على النازلة والطالعة) على ما هب ودب.
بالمناسبة: أطلق عليّ أبي تسمية محمد هارون ولم يسأل أحد، وهو بدون شهادتي لم يقطع فرضاً، بل قطع آلاف الأميال بمسيرة حياته ليكون جدير بهذه الحياه وبعرقه شق طريقه. وها نحن نسير من بلد لأخر من الجبال والسهول المتوسطية الى الصحراء العربية الى الثلوج الكندية نتسوَل الحياة الكريمة، أما الذين يفتون بتلك الفتاوي فهم حتماً لم يقرأوا الا كتاباً واحدً ولم يزوروا الا بلداً واحداً ولم يعملوا الإ عملاً واحداً ….. ولكنهم ركبوا أربعه… عربية وأمريكية ويابانيه والمانيه!!!
لاتذهبوا عميقاً.. أنا يا جماعة أتحدث عن السيارات… المقصود جَمل وفورد ومازدا ومرسيدس.
أيها الناس للدين قدسية ..ابعدوه عن المصالح والمصاري… ابعدوه عن الفساد والفلوس إبعدوه عن الكراسي والسلطة قربوه من العِلم. بالنهاية نضع أمامكم ما كان قد وضعه الإمام ابن حنبل من شروط عظيمة للمفتي أبرزها: ” أن تكون له نية وحلم ووقار وسكينة، وأن يكون قوياً على ما هو فيه، وأن يكون مستقلاً حتى لا يمضغه الناس، فضلاً عن معرفة الناس” ومجموعة من الصفات المهمة الأخرى.
ومن مجمع الفقه الاسلامي اليكم هذه التوصيات:
(1) يوصي المجمع بدوام التواصل والتنسيق بين هيئات الفتوى في العالم الإسلامي للاطلاع على مستجدات المسائل، وحادثات النوازل.
(2) أن يكون الإفتاء علماً قائماً بنفسه، يُدرس في الكليات والمعاهد الشرعية، ومعاهد إعداد القضاة والأئمة والخطباء.
(3) أن تقام ندوات بين الحين والآخر؛ للتعريف بأهمية الفتوى وحاجة الناس إليها، لمعالجة مستجداتها.
(4) يوصي المجمع بالاستفادة من قرار المجمع رقم 104(7/11) الخاص بسُبل الاستفادة من الفتاوى، وبخاصة ما اشتمل عليه من التوصيات التالية:
( ‌أ ) الحذر من الفتاوى التي لا تستند إلى أصل شرعي ولا تعتمد على أدلة معتبرة شرعًا، وإنما تستند إلى مصلحة موهومة ملغاة شرعًا، نابعة من الأهواء والتأثر بالظروف والأحوال والأعراف المخالفة لمبادئ وأحكام الشريعة ومقاصدها.
( ‌ب ) دعوة القائمين بالإفتاء من علماء وهيئات ولجان؛ إلى أخذ قرارات وتوصيات المجامع الفقهية بعين الاعتبار، سعيًا إلى ضبط الفتاوى وتنسيقها، وتوحيدها في العالم الإسلامي.
مما سبق يتبين لحضراتكم بأن تابعكم وتلميذكم صابر ابو شلبك لايمكن تحميله مهمه جليلة كالإفتاء، لأن الشروط لا تنطبق عليه أصلاً، وانما أراد فقط التنبيه والتذكير بأن أول كلمة في القرآن الكريم هي ….إقرأ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock