شلبكيات

لقاء العدد رقم 134

مع سفيرة فلسطين في كندا .


لقاء العدد 134 مع سفيرة فلسطين في كندا السيدة منى أبو عمارة
المقدمة : نتشرف بهذا العدد الشهري رقم 134 من ساخر سبيل، بلقاء سفيرة فلسطين في كندا السيدة منى أبو عمارة بظل ظروف صعبة يعيشها شعبنا في غزة والضفة. اجتهدنا في هذا اللقاء بأن يكون مخصصاً ومرتبطاً بالأحداث الأخيرة حيث العدوان البربري على قطاع غزة، ونرجو أن نلتقي مرة أخرى للحديث عن قضايا أخرى تهم الكنديين من أصول فلسطينية .
أجرى الحوار : محمد هارون

***********************
سعادة السفيرة أهلاً وسهلاً بكم على صفحات ساخر سبيل..
السؤال الأول : سنبدأ أول الأسئلة من آخر الأحداث ( آواخر تشرين أول – اكتوبر ) التي تجري في غزة العزة والصمود، كيف ترين سير الأحداث حالياً وماذا تتوقعين في المستقبل؟

– مهما كانت نتائج الأحداث فالامر المؤكد انها ستكون مؤلمة، ولن تنسى أبدا. فقدنا آلاف الأطفال، ووصل عدد الشهداء والمفقودين الى أكثر من 10 الاف فلسطيني، ولا زال العدوان مستمر بلا انسانية وبشكل وحشي قاسي. عانت غزة كل هذا الألم، والحصار المتواصل على مدار 17 عام. عدوان وقصف وقتل وقهر.عذاب لا يتخيله عقل ولا ضمير. أما سير الأحداث الآن فهو مقلق جدا، أكثر من 24 يوم من العدوان المتواصل والقتل والتشريد لأبناء شعبنا. علينا أن نستمر في العمل على وقف هذا العدوان المتوحش والمخالف لجميع القوانين الدولية، وادخال المساعدات الانسانية ومن ثم العمل على معالجة جذور الصراع المتمثل بانهاء الاحتلال الوحشي ونظام فصله العنصري.

السؤال الثاني: تعرضتم وخاصة في بداية الحرب بعد السابع من أكتوبر لحملة مسعورة من بعض الأفراد والمؤسسات في كندا ، هل لنا معرفة تفاصيل ذلك وماذا كان ردكم ؟
– منذ اللحظة الأولى للعدوان الهمجي على قطاع غزة بدأت حملات التحريض ضد كل ما هو فلسطيني وضد كل صوت ينقل حقيقة ما يحدث في فلسطين. وهذا ليس امراً جديداً على أي فلسطيني سواء كان بمنصب رسمي أم لا، فالحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ومن خلال كافة أدواتها الإعلامية ومؤسسات اللوبي الصهيوني حول العالم تحاول ومنذ عقود إسكات الأصوات الفلسطينية وتحاول تغليب الرواية الاسرائيلية على حساب الحقيقة. اسرائيل لا تمعن فقط في تعذيب أبناء شعبنا وقتلهم وتهجيرهم عن مدنهم وارضهم وقراهم بل تمعن ايضا وبشراسة في محاربة كل محتوى فلسطيني حتى لا تظهر حقيقة الجرائم التي إرتكبتها و ترتكبها الان في غزة وفي كل فلسطين.
الحملات التحريضية من قبل مؤسسات اللوبي الصهيوني في كندا ضدنا قديمة ولم تبدأ في السابع من أكتوبر بل هي محاولات منذ اللحظة الأولى التي استلمت فيها عملي كرئيس للمفوضية الفلسطينية العامة لدى كندا وتعرض لها ايضاً من سبقوني. كما يتعرض لها أي مؤثر او سياسي أو حتى متضامن مع فلسطين. لكن بكل بساطة لا شيء يمكن أن يمنعني من نقل معاناة أبناء شعبنا وإظهار بشاعة الاحتلال الإسرائيلي وحقيقة الجرائم التي يرتكبها على الأرض والتي هي في منظور القانون الدولي والشرعية الدولية جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقد قلت ذلك بكل وضوح في كافة المنابر الإعلامية التي استضافتني وفي كل اجتماع ومحادثة اجريتها منذ بداية العدوان على قطاع غزة.

السؤال الثالث: كيف رأيتم موقف كندا الرسمي والحزبي مع الحرب على غزة، وهل تبدل في الأيام الأخيرة ؟
– في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، كانت المواقف الرسمية الكندية منحازة بشكل كبير للرواية الاسرائيلية، ومعظم البيانات التي خرجت من رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية رؤساء الأحزاب الفدرالية وحتى النواب البرلمانيين أعلنت بشكل واضح وصريح دعمها الكامل والمنحاز لإسرائيل وما أسموه بحقها في الدفاع عن نفسها. حتى أن هذه البيانات لم تتعامل مع الشعب الفلسطيني كشعب محتل مجردة الفلسطينيين من انسانيتهم. ثم بعد أيام عدة وبعد الاف الشهداء والمفقودين والجرحى، صارت هناك مطالبات خجولة لا تخرج عن كونها حل مؤقت للوضع الراهن، اقتصرت على المطالبة بهدنة انسانية مؤقتة وبفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات لقطاع غزة.
نرى الآن بعضا من التغيير في خطاب الحكومة الكندية، ولكن هذا التغيير غير كاف لوقف هذه المجازر. قد يكون هذا التغيير ناتج عن ضغط رسمي وشعبي، من جهة لدينا الضغط على المستوى الرسمي من دولة فلسطين، و من المفوضية الفلسطينية العامة ومجلس السفراء العرب في كندا وما تضمنه من اجتماعات ولقاءات ومحادثات على جميع المستويات في الدولة. ومن جهة اخرى الضغط الشعبي الذي تمثل بالصوت المؤثر للجالية الفلسطينية ومؤسساتها وأصدقاء الشعب الفلسطيني ومناصري القضية، والمظاهرات المتواصلة لوقف العدوان. ومع كل ذلك ليس هذا التغيير هو كل ما يتوقع من كندا. الدولة التي تعرف نفسها كداعم ومدافع اول عن حقوق الانسان والقيم والمبادئ. لا يكفي ان تقوم بمثل هذه الدعوات وان تتخذ مثل هذه المواقف. وقد حان الوقت لأن تتوقف عن استثناء فلسطين و شعبها القابع تحت الاحتلال من حماية نظامها الدولي القائم على القواعد.
السؤال الرابع : ما تعقيبك على حجم تفاعل المجتمع العربي والفلسطيني في مدن كندا في رده على الهجمة الشرسة على أهلنا في غزة ؟
– فلسطين هي قلب الوطن العربي، وقضية فلسطين هي قضية كل الأحرار والشرفاء في هذا العالم، و وبالتالي فإن الموقف المشرف من المجتمع الفلسطيني بشكل خاص والجاليات العربية بشكل عام كان متوقعاً، ونحن نثمن هذا الموقف الداعم لحق الشعب الفلسطيني في انهاء الاحتلال الاسرائيلي عن أرضه ونيل حريته وإقامة دولته المستقلة. المشاعر الصادقة والعميقة التي لمسناها من الجاليات العربية في الدفاع عن القضية الفلسطينية كان لها بدون اي شك تأثير كبير على الحكومة الكندية فهي ترسل رسالة واضحة بأن الجالية الفلسطينية والعربية والمسلمة غير راضية عن سياسات كندا تجاه القضية الفلسطينية. كما ان التظاهرات العديدة التي خرجت لتنادي بوقف الحرب على غزة وبالحرية لفلسطين والتي شارك فيها الكنديون بغض النظر عن جنسيتهم او عرقهم اودينهم او انتمائهم الحزبي والسياسي اكدت على استحالة ان تنادي بقيم ومبادئ العدالة والديمقراطية والمساواة دون أن تكون قضية فلسطين في الصدارة.

السؤال الخامس : ما بعد 7 اكتوبر ليس كما قبله، فمن الضروري تجاوز كل الخلافات بين المؤسسات الفلسطينية إن وجدت. ماذا تقولين لهذه المؤسسات المنتشرة بكل المدن الكندية وهل لديكم خطوات للمساهمة بذلك ؟
– إذا كانت البوصلة فلسطين فلا يمكن أن يكون هناك أي خلاف بين هذه المؤسسات الفلسطينية. ولا يمكن لنا أن نحقق العدالة لشعبنا وان ننهي عقوداً طويلة من الظلم الا ان كنا موحدين. أبناء شعبنا في قطاع غزة وفي عموم فلسطين ينتظرون منا أن نرفع اسمهم في كافة الصروح والميادين و وأن ننقل رسالتهم في مختلف الاصعدة وهذا الامر لن يتحقق إلا إذا وضعت كافة المؤسسات الفلسطينية والجاليات حول العالم نصب أعينها أن على أكتافهم مسؤولية كبيرة. اختلاف اراءنا كفلسطينيين هو كاختلاف الوان علمنا ولكن صوتنا الموحد هو ما يجمع هذه الالوان لتكون علم الثورة والصمود والحرية. أقدر وافتخر كثيراً بالجهود الكبيرة التي تبذلها هذه المؤسسات والمجموعات، والمفوضية الفلسطينية العامة في كندا هي بيت فلسطين المفتوح دوماً لكل الفلسطينيين وايدينا ممدودة للعمل المشترك.

السؤال السادس : تلعب الفعاليات الثقافية والفنية من مسرح وموسيقى وندوات شعرية وفكرية ( المقاومة الناعمة ) وخاصة في المجتمع الكندي المتعدد الأعراق والأصول، تلعب دوراً كبيراً في النضال لصالح قضيتنا. ما رأيك بما قامت به فرقة تياترو العرب الكندية والاتحاد العربي الكندي في منتصف اكتوبر الحالي عندما كرموا فريقين مسرحيين كنديين متعاطفين معنا . وكيف يمكن تطوير هذه الفعاليات؟
– النضال لإحقاق العدالة لفلسطين لا يأتي فقط عبر المسار السياسي والدبلوماسي وإنما هناك أيضاً مسارات أخرى لا تقل أهمية؛ فالكتاب والمفكرون والشعراء الغربيون وأيضاً الفنانون تطرقوا كثيراً للقضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني عبر الزمن. ونجد بأن الكثير من الأعمال الشعرية والأدبية والفنية تحمل اسم فلسطين وبالتالي فإن أي نضال لصالح القضية الفلسطينية سواء في البيانات او المواقف او حتى الفعاليات الثقافية والأدبية هو مهم جداً في هذه المرحلة كما كان في كل مراحل القضية الفلسطينية، لذلك فأنا أشكر ما قامت به فرقة تياترو العرب الكندية والإتحاد العربي من تكريم فريقين مسرحيين كنديين متعاطفين مع فلسطين، ومن الضروري أن يتم البناء على ذلك، بحيث يتم التعاون معهم في أعمال فنية في المستقبل تحاكي الواقع الحالي في غزة وتنقل صورة حقيقة لما يجري هناك للمجتمع الغربي بشكل عام والكندي بشكل خاص، المطلوب الآن توظيف قلم كل كاتب وريشة كل فنان حر حتى ينتهي الظلم الواقع على شعبنا الفلسطيني منذ اكثر 75 عاماً.

الخاتمة : بنهاية هذا اللقاء أتقدم باسمي واسم الزملاء في الجريدة بجزيل الشكر وعظيم الإمتنان لسعادة السفيرة منى أبو عمارة على مشاركتها لنا بهذا اللقاء وإعطاء وقت لنا لمناقشة ومتابعة إحدى أبرز قضايا شعبنا الفلسطيني العظيم في ظل هذه الحملة الشرسة المتوحشة ضد أبناء شعبنا في غزة والضفة . نتمنى لكم وللعاملين معكم في أتاوا كل التوفيق والنجاح في خدمة أبناء الجالية الفلسطينية في كل مدن كندا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock