سل سبيل


لقاء سبيل : العدد الشهري 131

مقابلة العدد 131 مع الإعلامي المصري الكندي حسام مقبل – مونتريال

مقابلة العدد 131 مع الإعلامي المصري الكندي حسام مقبل – مونتريال
مقدمة: لم نلتقِ وجه لوجه مطلقاً ولكن تلاقت الرؤى والأفكار من خلال وسائط التواصل الإجتماعي منذ فترة طويلة ، فقد تابعت ضيفنا الكاتب الصحفي حسام مقبل من خلال ما يكتب عن بلده مصر وعن علاقته وتفاصيل حياته بكندا باسلوب محبب وجاذب. التقيته بمعرض الكتاب العربي الذي أقيم مؤخراً باشراف السيدة ريهام طعيمة ، وقد حضر السيد حسام من مونتريال الى ميسيساغا للمشاركة بهذا الحدث المميز . التقيته هناك وكان للحديث شجون …

****
أجرى المقابلة : محمد هارون .

س1: من أنت يا صديقي خاصة ونحن وغيرنا يتابع انجازتكم ولكن المعلومات حول البدايات محدودة عنكم وخاصة عند عرب تورونتو ومن حولها، حدثنا عن البدايات في الوطن الأم وفي أرض الإغتراب؟
ج1- هو سؤال صعب أجيب عليه في سطور قليلة، ولكني سأحاول جاهداأنا صحفي مصري، أعمل بالصحافة رسميا منذ منتصف التسعينيات، وتدرجت في كثير من المناصب الصحفية، وآخرها نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر المصرية، كما أني كاتب حر في العديد من المجلات والصحف والمواقع العربية، كما تشرفت بأن كنت مستشارا ثقافيا لمكتبة الإسكندرية لمدة عشر سنوات من 2009 حتى 2019، وخلالها كنت أيضا المشرف على النشاط الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.
صدر لي ثلاثة كتب حتى الآن: الأول هو “غاوي سفر” وهو في أدب الرحلات، وأحكي فيه عن بعض الرحلات التي قمت بها وانطباعاتي عن الأماكن التي زرتها، والثاني هو “رسائل من الشاطئ الآخر” وهو تأليف مشترك مع الصديقة العزيزة الدكتورة دلال مقاري باوش مديرة معهد دراما بلا حدود بألمانيا، وهو يعد من أدب الرسائل، ويتناول رسائل بيني وبين الدكتورة دلال عن الغربة والسفر واختلاف الثقافات بين المجتمع العربي والغربي، وهي رسائل تم نشرها اسبوعيا في جريدة الرأي الأردنية، ثم جمعناها في كتاب بناء على رغبة القراء.أما الكتاب الثالث، فهو “أنا رقمي إذن أنا موجود” وأتحدث فيه عن تأثير التكنولوجيا على حياتنا الاجتماعية وكيف تحولت حياتنا كلها للرقمية، وأن الإنسان الذي لم يعد مستخدما للتكنولوجيا يعتبر غير موجود أصلا، كما أحكي فيه عن تجارب مهمة قمت بها في الثقافة الرقمية.
وهناك كتاب رابع في الطريق، على وشك الصدور، وهو “طيور مهاجرة” وأقدم فيه نماذج ناجحة من الذين هاجروا وكانوا سفراء لأوطانهم وحققوا نجاحا وتميزا في المهجر.

س2 : التقينا منذ أيام بمعرض متميز للكتاب العربي في كندا أشرفت عليه الصديقة والكاتبة ريهام طعيمة
سؤالي: ما رأيك بما شاهدت ؟ وهل من المهم عرض انجازاتنا الأدبية باللغة العربية بكندا وما أهمية ذلك؟
ج2: في الحقيقة تكبدت مشقة سفر من مونتريال إلى تورنتو في يوم واحد ذهابا وإيابا، من أجل زيارة هذه التجربة المهمة والاطلاع عليها، ولابد أن أرفع القبعة للصديقة العزيزة ريهام طعيمة على هذه المبادرة الرائعة، والتي تعد الأولى من نوعها في كندا، وكنت فخورا وأنا أتجول في المعرض وأرى دور النشر والمكتبات والأدباء، شيء أسعدني جدا، وشعرت أن ريهام وضعت حجر أساس جديد للثقافة العربية في كندا، فرغم وجود تجارب عديدة هنا وهناك للمثقفين العرب، إلا أن هذه التجربة في الحقيقة تعتبر الأهم حتى الآن برأيي، وأتمنى أن يتلوها تجارب آخرى.
إن المجتمع العربي في كندا بكل مقاطعاتها في زيادة كبيرة، وليس لدي إحصائية في الحقيقة، ولكن حسب ما قرأت يقارب على اثنين مليون مهاجر عربي بكندا، وهو رقم كبير جدا ويزداد يوما بعد يوم، ويجب علينا كمثقفين وإعلاميين أن نسلط الضوء على الثقافة العربية بكل أنواعها، وأن نقيم اللقاءات والندوات والمعارض وغيرها لكي ننشر الثقافة العربية خاصة للأجيال الجديدة، فهذا واجب علينا، كما أننا أيضا نقدم هذه الثقافة لكل الثقافات الأخرى بكندا وهي فرصة لكي يطلع الآخر على ثقافتنا ويتعرف علينا، فالتواصل مع الآخر جزء من مهمتنا كمثقفين ولذلك أشكر ريهام جدا على مبادرتها ونشاطها المتميز في خدمة الثقافة العربية بكندا.

س3ما رأيك في الإعلام العربي الكندي، وبخاصة الموجه للأسرة وللشباب؟
ج3: في الحقيقة سيكون رأي صادما إلى حد كبير إن سمحت لي، فمع الأسف معظم التجارب التي اطلعت عليها للإعلام العربي في كندا هي تجارب متواضعة، ينقصها كثير من المهنية والحرفية، وقد يكون القائمون على هذه التجارب مظلومين لأنهم يقدمون هذه التجارب دون تفرغ تام، وفي ظل عدم وجود عائد مادي يصرفون منه على الموقع أو الجريدة وبالتالي فمعظمهم يعتمد على المتطوعين سواء في الكتابة أو التجهيزات أو على جهده الشخصي وحده فقط، وهو ما لا يقيم مؤسسة إعلامية قوية تقدم خدمات إعلامية حقيقية للعرب في المهجر، وأؤكد أني لم أطلع على كل التجارب حتى الآن وبالتالي فأنا لا أعمم. وهناك تجربة رائدة لراديو الشرق الأوسط في مونتريال، لصاحبها طوني كرم، وهي جديرة بالاهتمام حيث استطاع أن يستمر لمدة 25 عاما، وإن كان يغطي مونتريال والمدن المحيطة بها فقط، وأصدر أبلكاشن على الموبايل لكي يسمعه أي فرد من أي مكان بالعالم. وإذا تحدثنا على الأسرة والشباب، فما زال هناك حاجة ملحة لتوجيه رسائل إعلامية مخصصة لهم، ولكن يجب عند مخاطبتنا للشباب العربي هنا في كندا أن نخاطبهم بلغتهم وطريقة تفكيرهم، لا أن نوجه لهم خطابا تقليديا لن يهتموا بالاستماع له.

س4: معظمنا يعتمد على المعلن لتغطية نفقات انتاجه الإعلامي ، هل هذه نقيصة أم ظرف طارئ؟.
ج4: كنت بدأت الإجابة على هذا السؤال في السؤال السابق، فالإعلان هو شريان الحياة لأي وسيلة إعلام لكي تستمر، وبدون الإعلان ستتوقف، لا يمكن أبدا أن يكون نقيصة، بل على العكس، وهذا واجب على رجال الأعمال العرب أن يستثمروا ويعلنوا عن منتجاتهم في وسائل الإعلام العربية حتى لو كانت في البداية حتى يشجعونها على الاستمرار.

س5: بماذا تنصح القارئ والمتابع العربي بكندا وغيرها أن يعرف قبل متابعته لأي وسيلة إعلامية .
ج5: برأيي أن القارئ والمتابع العربي بكندا لا يحتاج إلى وصاية لكي يتعرف على أي وسيلة إعلامية ويقرر متابعتها من عدمه، وأحيانا توجيه القارئ بشكل مباشر يؤدي إلى نتائج عكسية، ولكني أرى أن أي وسيلة إعلامية من شأنها أن تفرض نفسها على القارئ من خلال ما تقدمه من مواد جذابة ومواضيع تهمه وخدمات عديدة يكون في حاجة إليها، فلو نجحت في ذلك لارتبط القارئ بها مدى الحياة.

س6 : الى أي مدى نجحت ( السوشيل ميديا ) بأن تكون مصدراً للأخبار وتقديم المعلومات ؟
ج6: في الحقيقة هذا السؤال مهم جدا، لأن السوشيال ميديا نجحت وفشلت في نفس الوقت، فلابد أن نعترف بقوة السوشيال ميديا في نقل المعلومات وهناك العديد من الجروبات والصفحات على السوشيال ميديا التي تهم العرب وتقدم لهم معلومات وخدمات، وفي الحقيقة الكثير منهم رائع ومفيد جدا، ولكن في نفس الوقت من الصعب الاعتماد على السوشيال ميديا في الحقائق والمعلومات الصحيحة، لأن كثيرين يكتبون بعمد أو بغير عمد، ويقدمون معلومات مغلوطة عن كثير من الموضوعات مما يجعل المتابع في حيرة من أمره، أو مع الأسف يتم تضليله عن الطريق الصحيح، ولذلك هي أمانة على كل مسؤول عن صفحة أو جروب أن يتابع ما ينشر ويتأكد أنه صحيح.
ولا أنصح الصحفي أن يتخذ من السوشيال ميديا مصدرا للأخبار، ولكنه قد يأخذ المعلومة ويذهب للمصادر الصحيحة للتأكد ثم ينشر.

س7: هموم المثقف كما هموم الإعلامي هما عنصران أساسيّان في مسيرتك ، برايك من يسبق من في هذاه الأيام وفي هذه البلاد ؟
ج7: في الحقيقة جمعت في حياتي المهنية بين الإعلام والثقافة، والمجالين لهما في قلبي نفس المكانة، وهمومهما مشتركة إلى حد كبير، لأنها هموم المجتمع نفسه، فالإعلامي والمثقف لا ينفصل عن مجتمعه أبدا، ولابد أن يعبر عن مجتمعه وإلا أصبح يغرد خارج السرب، وفي الحقيقة القضايا التي تشغل المجالين كثيرة جدا، ولكن دائما أنصح تلامذتي في المجالين بأن يتسلحوا بالتكنولوجيا لأن الإعلامي أو المثقف الذي لم يلحق بالتكنولوجيا وبتطوراتها المستمرة، سيكون متخلفا عن غيره، ولا يجب أن يكون الإعلامي أو المثقف مجرد مستخدم للتكنولوجيا فهذا شأن أي شخص عادي، ولكنه يجب أن يكون جزءا من التكنولوجيا ومطوعا إياه لخدمة الإعلام والثقافة، وهذا هو الفرق بينه وبين غيره.

س8: ما هي طموحاتك المحققة إلى الآن وهل من نميمة بيضاء متفائلة بخصوص مشاريعك القادمة ؟
ج8: هههههه سعيد بمصطلح النميمة البيضاء، فهي مثل الكذبة البيضاء، وفي الحقيقة خلال أربع سنوات هي عمري بكندا، لابد أن نحذف منهم عامين كورونا، أستطيع القول أني راض عما حققت، حيث كتبت – وما زلت- سلسلة مقالات عن كندا، نشرت معظمها في مجلة “تراث” الإماراتية، وفي مجلة “الجسرة” بقطر، وفي مجلة “العربي” بالكويت، وغيرهم أحكي فيها عن تجربتي وانطباعاتي عن كندا، كما قمت أيضا بتسليط الضوء على شخصيات عربية ناجحة وحققت انجازات ملموسة من خلال حوارات عديدة قمت بها – وما زلت- نشرتها في مجلة أكتوبر بمصر، فهذه المقالات والحوارات هي مشروع كبير بدأت به وما زلت مستمرا فيه.
أيضا تعرفت على كثير من المبدعين العرب في كندا، وكنت سعيدا بوجود نخبة من المبدعين على مستوى راق جدا، سعدت بصحبتهم والتعرف إليهم، وأبشرك بأن هناك مشاريع ثقافية مهمة جدا ستخرج للنور في القريب العاجل ستخدم كل المثقفين العرب إن شاء الله، وأنا أحاول وأجتهد فإن أصبت فلي أجرين وإن لم أصب فلي أجر.
س9: في ختام هذا اللقاء الجميل ماذا تقول لقراء ساخر سبيل وكندا سبيل ؟
ج9: في الحقيقة وبدون مبالغة أنا سعيد جدا بالتعرف على تجربتكم الرائعة، التي أتمنى لها النجاح والاستمرار، والتطور، وأنا من قراء ساخر سبيل الدائمين، وسعدت جدا بالتعرف إلى الصديق الفاضل محمد هارون، حيث لمست فيه حرصه على تقديم منتج إعلامي وثقافي جيد، وشعرت أنه حريص على تقديم كل ما هو جديد، ومفيد للمجتمع العربي بكندا، وهو جهد رائع اشكره عليه، وأتمنى له الاستمرار والنجاح دائما يا رب.
***
الخاتمة: بالإنابة عن قراء ساخر سبيل إسمحوا لنا بتقديم الشكر و التقدير لمشاركتكم لنا بهذا اللقاء متمنين لكم حياة سعيدة ونجاح دائم في تزويد القارئ العربي في كندا والخارج بمزيد من الإبداعات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock