اقتصاديات

السيد فتحي أبو فرح – عابر سبيل العدد الشهري 132

العبور بعنوان : ما هو الفرق بين الركود الإقتصادي والكساد؟

عابر سبيل
عابر سبيل لهذا العدد هو السيد فتحي أبو فرح والعبور اقتصادي، بعنوان : ما هو الفرق بين الركود الإقتصادي والكساد؟

***
الركود الإقتصادي: تعريف الركود الاقتصادي: هناك عدة تعريفات للركود فمثلاً في الإعلام تعرف الركود بأنها ستة شهور متصلة من انخفاض الناتج المحلي الإجمالي .
أما التعريف المستخدم من قبل المحللين الإقتصاديين فهو يختلف عن التعريف الأول وهو إستخدام قمم (ذروة) و قيعان (هبوط) معينة من دورة الأعمال من قبل الهيئات الحكومية ومراكز البحوث الاقتصادية لتحديد فترات التوسع والانكماش الاقتصادي، والركود سببه تراجع واضح للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، والدخل الحقيقي، والتوظيف، والإنتاج الصناعي، ومبيعات الجملة والتجزئة، كما يبدأ الركود في الظهور بعد أن يصل الإقتصاد الي ذروته أعلى قمة وفي النهاية يتراجع وصولاً لادني مستوى له.
ويقاس النمو الإقتصادي بالقمم والقيعان، ويكون النمو دائماً هو الحالة الطبيعة للإقتصاد وأما معظم فترات الركود كانت قصيرة ونادرة خلال العقود الأخيرة.
الكساد الإقتصادي: بالرغم أن هناك تعريف واحد للكساد إلا أن هناك كثير من التعريفات لها، وتحدث خلال فترات متكررة حيث ينخفض الناتج المحلي الإجمالي، والمثال الأكثر دراماتيكية أوائل سنة 1930. وتسمى هذه الفترات بفترات ركود إذا كان هذا الإنخفاض خفيف أما إذا كانت شديدة فتسمى بفترات الكساد. ربما يعتبر الإنكماش الإقتصادي الأكثر شهرة في الولايات المتحدة (وكذلك العالم) الكساد الاكبر، وغالباً ما يقال أنه بدأ من عام 1929 وأستمر حتى1930 وأيضاً في أوائل 1940، وهي الفترة التي تضم بالفعل إثنين من فترات الانكماش الشديد. وبإستخدام تواريخ دورة الأعمال للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية نجد أن الإنكماش الأول من الكساد العظيم بدأ في أغسطس 1929 وإستمر حوالي 43 شهر أي حتى مارس 1933، أي تعتبر أكبر فترة إنكماش خلال القرن العشرين. ثم نما الإقتصاد لمدة 21 شهر، أي من مارس 1933 حتى مايو 1937، قبل أن يتجه نحو إنكماش جديد من مايو 1937 حتى يونيو عام 1938 أي لمدة 13 شهر. إن الركود والكساد الإقتصادي لها سلبياتها وإيجابياتها التي يمكننا إستخدامها للحصول على فهم أكبر وأوسع لكيفية عملها وكيفية النجاة منها.


السلبيات من الركود والكساد الإقتصادي: هناك العديد من الأثار السلبية للركود والكساد مثل:
1- إرتفاع البطالة: عموما، ارتفاع معدلات البطالة هي علامة كلاسيكية لكلاً من الركود والكساد، يؤدي إلى إنخفاض الإنفاق من قبل المستهلكين وخفض الوظائف من قبل الشركات لمواجهة التراجع في الأرباح. الفرق بين الركود والكساد هو أن معدل البطالة في حالة الركود أقل حدة مما كانت عليه في الكساد، مثلا معدل البطالة للركود في حدود 5 إلى 11% و على عكس الكساد الأكبر(1929-1933) كانت معدلات البطالة من 3% إلى 25% عام 1933.
2- الإنكماش الإقتصادي: كلاً من الركود والكساد يودي إلى تدهور كبير في الإقتصاد، حيث خلال فترات النمو تحافظ الشركات على زيادة المعروض لتسد إحتياجات المستهلكين والمطلوب ولكن في مرحلة ما سيكون المعروض أكثر من المطلوب في الإقتصاد يحدث ذلك بتباطئ الإقتصاد مع تباطئ الطلب، فالركود والكساد يعتبر مرحلة لإزالة كل التجاوزات الموجودة بالإقتصاد ولكن هذه العملية مؤلمة وقد يتأثر بها الكثير.
3- الخوف: الركود والكساد تجعل هناك الكثير من الخوف لدى المستهلكين فمع تباطؤ نمو الإقتصاد و إرتفاع معدلات البطالة ونتيجة لذلك قد يتخوف المستهلكين أن الأمور لن تتحسن في وقت قريب مما يتجهوا إلى تقليلص الإنفاق، مما يؤثر أيضاً في تباطء الاقتصاد بشكل أكبر ويفاقمه.
4- تراجع قيمة الأصول: تتراجع قيمة الأصول و الممتلكات خلال فترات الركود والكساد بسبب تباطئ الأرباح نتيجة لتراجع النمو الإقتصادي، وهذا يؤدي إلى تراجع أسعار الأسهم بشكل كبير بسبب تباطئ الأرباح وتوقعات سلبية للشركات بالإضافة إلى تراجع الإستثمارات الجديدة في الإقتصاد قد تؤثر أيضاً على كثير من الأصول لدى الناس.
الإيجابيات من الركود والكساد الإقتصادي: هناك الكثير من هذه الإيجابيات مثل:
1- التخلص من فائض المخزون: التدهور الإقتصادي يسمح للإقتصاد بإزالة التجاوزات الإقتصادية ، وخلال هذه العملية يتم تخفيض المخزون من المعروض إلى مستويات أكثر طبيعية و تسمح للإقتصاد بخوض تجربة النمو مرة أخرى مع نمو الطلب على المنتجات.
2- تحقيق توازن إقتصادي: الركود والكساد تساعد كلاً منها على الحفاظ على نمو إقتصادي متوازن، فإذا نمى الإقتصاد دون ضبط بعدة سنوات، يؤدي ذلك إلى تضخم غير محتكم من خلال الركود أو الكساد يضطر المستهلكون إلى تخفيض الإنفاق ردا على إنخفاض الأجور لخلق وضعية أفضل يمكن للإقتصاد النمو فيها بمستويات عادية.
3- خلق فرص للشراء: ففي الأوقات الصعبة يمكن أن تخلق فرص لشراء المنتجات بشكل واسع خصوصاً على الأصول والممتلكات الضخمة، حيث يتم تشغيل مسار الإقتصاد، فالأسواق ستتكيف مع التوسع الإقتصادى ، وهذا يوفر للمستثمرين فرصة لكسب المال كما تحرك هذا الإنخفاض في الأسعار إلى أن تكون أسعار هذه الممتلكات في وضعها الطبيعي.
4- تغييرات في توجهات المستهلكين: فالمصاعب الإقتصادية يمكن أن يخلق إتجاه جديد من التفكير لدى المستهلكين. مثلا التوقف عن العيش فوق إمكانياته المادية حيث يضطرون إلى العيش ضمن دخلهم الحقيقي، وهذا يسبب نوعا ما في الإدخار الذي يساهم في معدل الإدخار الوطني مما يسمح بزيادة الإستثمارات في الإقتصاد.
الخلاصة: من الواضح أن كلاً من الركود و الكساد لهم العديد من الأثار السلبية و الإيجابية على الإقتصاد الكلي، حيث النمو لذلك فيتطلب أن نفهم ما هي اسباب حدوثهما؟ وكيف تخلق أثار إيجابية وسلبية على الإقتصاد الكلي ، وبعض الاثار الايجابية تشمل إتخاذ التخلص من التجاوزات الاقتصادية و تحقيق توازن للنمو اقتصادي وخلق فرص لشراء أصول مختلفة وإحداث تغير في توجهات المستهلكين للأحسن، بينما تشمل الآثار السلبية : ارتفاع معدلات البطالة و تباطؤ حاد في الاقتصاد وخلق تخوف لدي المستهلكين و هبوط أسعار الأصول. ومن خلال هذا يمكننا معرفة ما هو الكساد او الركود وكيف يمكننا اكتشاف هما و حماية استثماراتنا. وهناك أمثلة كثير تبين الفرق بين كلا من الكساد و الركود ويمكن أن نذكر مثال بسيط يستطيع المستهلك العادي فهمه فمثلا عندما يفقد أحد اقاربك وظيفته فيكون العبئ المالي عليك أخف وهو ما يطلق عليه الركود أما إذا كنت انت من فقد عمله فالعبئ المالي سيكون أثقل وهو ما يطلق عليه الكساد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock