شلبكيات

عابر سبيل ص4 – السيدة صابرين فقها .

عنوان العبور : غزة… ماذا لو لم نصمت؟

غزة… ماذا لو لم نصمت؟
والعابر اليوم هي السيدة صابرينا فقهاء. والعبور بعنوان :
ما الذي كان ليحدث لو تحرّك العالم مبكرًا؟.

ماذا لو لم ننتظر أكثر من 600 يوم من الدمار والخذلان كي نصحو؟
ماذا لو لم نكتفِ بالصمت المرفّه خلف الشاشات، وقررنا أن يكون الزحف نحو غزة فعلًا مستمرًا، لا صرخة موسمية؟
لو انطلق ذلك الزحف العربي والعالمي منذ البداية، لو تحرّك الضمير الجمعي قبل أن تُجهز المجازر على الأرواح، لكان المشهد اليوم مختلفًا كليًا.
لربما تغيّرت موازين الصمت والمعاناة، وربما كانت غزة اليوم في حالٍ أقل ظُلمة، وأقرب إلى الحياة.
ثمّة سؤال آخر أكثر جرأة يطرح نفسه:
ماذا لو لم تكن هناك سفينة واحدة لكسر الحصار، بل أسطول كامل؟ أسطول لا يشقّ عباب البحر بالسلاح، بل بالإرادة.
أسطول من سفن الحياة، من كل دولة وقارة، يحمل على متنه النشطاء، والمفكرين، والدبلوماسيين، والمشاهير الذين يضيئون الشاشات ويجيدون تسليط الضوء على المظلومين بدل الأضواء على أنفسهم.
ماذا لو تمترس هذا الأسطول حول غزة لا بالحجارة أو البيانات، بل بالوجود الحيّ، بالشجاعة، بالتضامن العابر للحدود واللغات؟
حينها، هل كان للحصار أن يصمد؟
هل كان القتل ليستمر تحت هذا الضوء الكاشف والعيون المفتوحة والقلوب التي ترفض أن تُطبع على النسيان؟
إن هذا “الاحتمال” ليس حكاية خيالية، بل وصف دقيق لما يجب أن يكون.
غزة لا تحتاج فقط إلى من يصرخ حين يعلو الدخان… بل إلى من يزحف حين يشتد الصمت.
هل تأخرنا؟ نعم.
هل فات الأوان؟ لا.
فالأمل ليس ابن الأمس، بل ابن اللحظة.
ويولد من رحم الفعل… لا من حكايات الندم.


***

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock