
شباك ابو شلبك العدد 157
العنوان : حلم ليلة خريفية.
اللغة المستعملة : الكثير من الفصيحة والقليل من الدارجة الفلسطينية.
مهنة أبو شلبك : باحث بتاريخ العرب ولغتهم.
المكان : قرية توران – حائل شمال الجزيرة العربية.
كتب : محمد هارون .
—————————————————————–
خيمة مفروشة تدل على الرخاء والثراء يجلس بها حاتم الطائي بثياب بدوية انيقة وبحضنه “لاب توب” ينظر اليه ويتابع ما به باهتمام .. وتتمشى زوجته ماوية بالخيمة تتكلم “بالموبايل” وبصوت غير مسموع…خلفية موسيقية واغنية ياهلا بالضيف ضيف الله.
أصوات خيل .. تقف .
الغلام أبا النوبِ يدخل الخيمة : مولاي حاتم الطائي .. في مضاربنا رجل غريب الأطوار .. يريد مقابلتك .
حاتم الطائي: فليتفضل.
( يدخل ابو شلبك ويبدو مذهولا وخاصة عندما يرى اللب توب في حضن الطائي والزوجه تتحدث على الموبايل )
– حاتم: جئت أهلاً ووطئت سهلاً… تفضل ( Have a seat please ) من أين أتيت ياضيفَنا العزيز وما الملبس الغريب الذي ترتديه وما بيدك ؟ و المهم… ما أسمك وما هي كُنيتك؟
-أبو شلبك : أسمي صابر بن عيسى من العرب الحناظلة وأكنى بأبي شلبك، تركت بلاد العُرب مكرهاً وأعيش حالياً في كندا. .. (تاتي زوجته وتشارك )
– حاتم :.. أهلاً بأخ العرب .. هذه زوجتي ماوية.. اذاً أنت من كِنده؟…
الزوجة : أما زلتم تكرهون المناذره الذين قضوا عليكم، وتبجلون زعيمَكم حُجر بن عمرو .؟
-أبوشلبك: سيدتي الفاضلة .. يبدو أن هناك التباساً .. أنا من كندا وهي دولة موجودة في أمريكا الشمالية ولم يقضِ عليها أحد، وزعيمها حاليا هو مارك كارني… والشئ الذي نبجله ونحترمه هو القانون والضريبة. وهي مؤخرا اعترفت بدولة فلسطين و.. (يقطعه حاتم )
– حاتم : جميل هذا الإعتراف.. شوقتني كثيراً كي أعرف عن هذه الكندا، لم نسَمعْ بها. ولكن فسر ما أدليتَ به يا ابن العم.
-أبو شلبك: القانون هو ما يوازي العُرف عندكم .. والضريبة ما يدفعه الناس من مال للحكومه أو للشيوخ الذين يقودون البلاد.
-الزوجة : يا حيف… الناس تدفع للكبير!!
– أبو شلبك : سأحدثكم عن هذا لاحقاً،.. المهم الأن ما سمعتُه عنك يا شيخنا ، أريد أن أتأكد منه حتى أوثقه في كتاباتي كباحث في لغة العرب.
– حاتم : وماذا سمعت ؟
(يخرج اوراق من ملف وقلم.)
-أبو شلبك : يقول المؤرخ ابن الأعرابي بالنص عنك… ” كان حاتم الطائي من شعراء الجاهلية جوادا يشبه جودُهُ شعرهُ، ويصدق قوله فعله وكان حيثما نزل عُرف منزله، وكان مظفرًا إذا قاتل غلب، وإذا سُئل وهب، وإذا سابق سبق، وإذا أسر أطلق، وكان إذا جاء شهر رجب نحر كل يوم عشرا من الإبل وأطعم الناس. وكان قد تزوج ماويّة بنت عفير وكانت تلُومُهُ على إتلاف المال فلا يلتفت لقولها.” إنتهى الإقتباس….( يضع الورقة جانباً) ..( ماوية لا يعجبها الكلام الاخير )
– حاتم : لقد أخذتنا رواية الأعرابي بعيدا وأنستنا واجبنا …يا ماوية أطلبي من الغلمان ذبح الذبائح .
الزوجة بتجاه زوجها : هو ضيف غريب واحد .. لا أصل ولا فصل له .. فلنطلب له وجبتين من البيتزا حجم متوسط وننوّع من (Topping).
حاتم غاضبا : طيب .. اطلبي ايضا زجاجتين من الكولا حجم عائلي.
– الزوجة : يا سيدي لا داعي للكولا فهي تأتي مجانا مع ال ORDER
– حاتم : اخفضي صوتك فأنا حاتم …
الزوجه : وانا ماوية ولا أرغب بالإسراف .
حاتم ( حانقا) : OK، وفرت علينا عبوتين ، اللهم لا إسراف .
)-بلع أبو شلبك ريقه ولم ينبس ببنت شَفَة ٍ … هذا ما لاحظه الطائي فسأله(..
– حاتم: ما بك يا رجل الم يُعْجِبْكَ الطعام …. هذه ال (Menu) طِب عَيشاً وأطلبْ ما تشاء.
– أبو شلبك: (همساً) اذاً …. كل ما قيل كذب في كذب.
– الزوجة – تسمعه : ما هو الكذب يا أيها الغريب؟
– أبو شلبك : لا شئ يا سيدتي فقط كنت كنت…
– الزوجة : كنت تقارن ما بين ما قَرأْتَ وسمعت وبين ما ترى أمامكَ.
-( رمى أبو شلبك برأسه الى الأسفل وتعطلت حواسه إلاّ السمع الذي كان يتجه الى حديث الطائي المستمر (
– حاتم (يكمل) : ….الكثيرون منكم حاول الإرتكاز على سمعتي وإنجازاتي…. وأشبعتم آذان أولادكم كلاما عن كرمي …
الزوجة ( تكمل بنفس القوة ) : ولكن القليل منكم أستفاد من سيرتنا بالخير والفائدة. ( لاحظت ارتباك ابو شلبك.. فتبتسم )
هدء من روعك يا رجل .. ريلاكس – relax .. اتشرب القهوة ؟
– أبو شلبك : لو تكرمتم .. وأفضلها (دبل دبل) .مع قطع متنوعة من حلوى timbits
– حاتم : هذا ما تركزون عليه الطعام والشراب وتتركون النخوةَ والشهامةَ الذي تحليتُ بهما .
– أبوشلبك: والله يا سيدي نحبكم ونفاخر الدنيا بكم …صدقا ..نحبكبم نحبكم …
– حاتم : تحبونني!! أحبوا بعضكم أولاً..ما زلتم تصارعون بعضكم بعضا .. وتمارسون العنصرية مع الآخرين والطائفية فيما بينكم ؟.
الزوجة : وبعضكم مال زال يسأل: هل كان حاتم مسلماً ام مسيحياً أم كافراً… أبحثو عن الجوهر .. أتركوا أيامنا بظروفها وساعدوا المحتاج من حر مالكم واذهبوا لنجدة المجروح بغزة العزة، والفقير بسودان الغنى، والملهوف باليمن السعيد الذي يحارب عنكم جميعاُ.
ابو شلبك : لا سيدتي .. لقد عقدنا العديد من المؤتمرات وأدنا كل المؤمرات … فنحن خير .. ( تقطعه ماوية)
ماوية : كفاكم تريدد: السنا خيرَ من ركب المطايا …..وأندى العالمين بطون راح.
حاتم : ( يقف ) قلدوا المخترعين والعلماء في الغرب والشرق.. قلدوهم باجهزتهم وصناعاتهم لا بمساخرهم.
– أبو شلبك: (بغرور) يا سيدي…لا تنسَ أن من ساهم في انتاج هذه الأجهزه هم من المهاجرين والمفكرين العرب من أمثال الصباح والباز ومجدي يعقوب وزويل وغيرِهم.
– حاتم : دعني أسالك سؤالاً محدداً..لو بقى هؤلاء في بلاد العرب هل أستطاعوا فعلَ شئ ؟.
(يحاول أبو شلبك الإجابة لكن زوجته تكمل )
زوجته : زوجي الكريم ابا عدي .. لا يريد منك جوابا فهو يعرفه .. لذا اصمت ولا تثرثر افضل لك.
حاتم : أتعرف ايها الغريب الشئ الوحيد الذي هو من إبداعكم هو التغني بأمجاد أنتم بعيدون عنها. .. لذلك ررد معي ما قاله المتنبي : إن أنت أكرمت الكريم ملكته – وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
– أبو شلبك (وبصوت مرتفع استعراضي): سأردد معك.. إن أنت أكرمت الكريم ( يقاطعه حاتم وبصوت أعلى )
– حاتم : صه… فض فوك ومُلئ فمك بالتراب…. لم تعرفْ العرب أغبى منك .
– أبو شلبك (خائفاً) : أنت قلت لي ردد معي وها..أنا..ذا أفعل .
– الزوجة : لقد شلبكتنا يا أبا شلبك … اتركنا وارحل.. Get out
حاتم ينادي: ايها الغلام يا ابا النوبٍ.. جهز مركوب هذا الضيف الثقيل حتى ينقلع من هنا .
– ابو شلبك : بهذا تكون قد قسوتَ على ضيوفك يا أبا عَدِي.
– الزوجة : بل نحن نربي عُدي والبقية على المجد والكرم .. انصرف من هنا قبل حضورهم هيا .(مازال ابو شلبك مترددا)
حاتم : هيا انقلع .. يا أبا النوبٍ.. ادعو لنا رجال العسس لتأديب هذا الغريب …
-أبو شلبك: ( يرمي أوراقه وقلمه وينسحب مردداً)… حاضر حاضر…أين راحلتي…وداعاً يا قوم . ..لا اريد العسس .. وداعا يا قوم يا قوم .
***
ابو شلبك يصحو من غفوته يصيح: لا اريد العسس .. يا قوم يا قوم .
أم شلبك توقظ زوجها : فز كوم كوم روح على الشغل ..( الفان ) صار له ساعة بستناك وبيزمر كعد تشل الحارة والشباب بستنوك .. يا الله فز وكوم من النوم ….فرفطط روحي .. كوم بلا عسس بلا صرامي مصدية عتيكة !!
انتهت .