شباك ابو شلبك
العنوان : حوار قبل القرار
المناسبة : خلاف حول افتتاحية العدد .
المكان : هوائي من خلال الهاتف.
الزمان : 23 تموز -يوليو 2025
اللغة المستخدمة : الفصيحة وبعض العامية.
المشاركون بالمكالمة الهاتفية : أنا المحرر ومعي المصمم والرسام.
*****
كتب : محمد هارون
أنا – المحرر : مارأيكم في أن تكون الإفتتاحية للعدد القادم بنهاية شهر يوليو عن ثورات تموز/ يوليو العربية والعالمية فليس أحوج لنا من هذا الموضوع هذه الأيام؟
الرسام : ماذا تقصد ؟
أنا : في هذا الشهر تموز/ يوليو، ذكرى ثورات عالمية عديدة، في مصر والعراق، وفرنسا …
المصمم : وما الجديد في ذلك؟
أنا : اسمع ما كتبه المفكر العراقي د. سيار الجميل عن الثورة الفرنسية حديثاً وقد نضمّنه في الإفتتاحية لو وافقتما:
” تحت عنوان :
الاعتراف بهمجية الثورة الفرنسية وتناقضاتها بعد 250 سنة .
“الفرنسيون يعيدون التفكير في تاريخهم .. نماذج من الفكر والفن والأدب والسينما والمسرح ”
كتب يقول:….
يقاطعه الرسام : لو سمحت مع احترامنا للدكتور سيار، ولكن لا يجوز حشر موضوع بهذا التعقيد في افتتاحية من المفروض أن تكون مكثفة…
المصمم : أنا معك .. طبعا الموضوع بالنهاية يعود لك فأنت صاحب الجريدة، ولكن الأهم ألا نغير الإفتتاحية أكثر من مرة، لنأخذ القرار اليوم، فما حصل في المرات السابقة مُربك ومضيعة للوقت .
أنا : لم يكن الموضوع بيدي فالأحداث مزعجة ومتغيرة بشكل دراماتيكي .
المصمم : ولكن القراء لا ينتظرون رأينا وأخبارنا، فالمواقع الإخبارية أكثر من الهم على القلب. أرى أن نبقى هنا في مشاكل وتحديات الجالية .
أنا : اتفقنا سابقاً على استخدام عبارة “المجتمع العربي الكندي” وليس الجالية، لأننا جزء من هذا المجتمع ولسنا جالية طارئة ستغادر لاحقاً.
المصمم : حاضر. لكن روح شوف الذكاء الإصطناعي ماذا يقول.
أنا : أنا أؤمن بذكائي أنا وليس بالذكاء الإصطناعي….( للرسام ) وأنت..أدل بدلوك.
الرسام : أرى أن تكون الإفتتاحية عن الوضع المحزن في سورية ليتوافق مع الرسم الكاريكاتيري الذي أرسلته إليك قبل قليل .
أنا : يا وجع قلبي على سوريا.
المصمم : يا جماعة . يا جماعة من شاء الله بكفينا غزة… صارلنا سنتين وموضوع الغلاف عنها أو عن لبنان، وإذا بدأنا الحديث عن سوريا وهمومها فسيرحل من تبقى من القراء والزبائن .
أنا : لا تكبر الموضوع. يا سيدي سيبقى ديدننا الحديث عن غزة ولبنان وسوريا واليمن وكل منكوب ولكنه يقاتل ويدافع عن كرامة الأمة..
المصمم: أقصد ومن الآخر يا إما ( بيزنس ) أو ثقافة وكرامة وصف كلام فاضي.
الرسام : لأ يا عمي… ما بيطلع لك … لا يمكن وصف الثقافة والكرامة بالكلام الفاضي .
أنا : فعلا لا يجوز ذلك . يعني شغلنا السابق كله صف كلام فاضي؟ !!.. على كل حال، عندي تعديل بسيط. نشتغل ثقافة ونحكي عن أهلنا في البلاد .. بس ما نخسر، حتى نبقى في الساحة نكتب و نحكي.
المصمم : يا جماعة وسائط التواصل الاجتماعي بتحكي كل شي وقايمة بالواجب وأكثر، فلنبق نحن بأخبار الجالية وصورها وحفلاتها وبس.
أنا : وسائط التواصل الاجتماعي بمعظمها لا تقدم المعلومة الدقيقة، وما يحدث حالياً هو مجموعة تعليقات وردود، أو دعني أقول ردح وقدح وأحيانا الكثير من الحمد والتمجيد لغفير أوسفير …طال عمرك يا آلان دونو!! .
المصمم : دخلك مين هذا .. غير ألن ديلون الممثل الفرنسي؟
الرسام : أنت ما بتعرف مين هذا ؟ .. يا عيب الشوم !!.
المصمم : لأ ما بعرفه .. شو غلطنا بالبخاري !!
أنا : أرجوكم خلونا بموضوعنا .. خليني أفتحلكم غوغل وأخبركم ماذا يقول ..يا سيدي باختصار في كتابه ” نظام التفاهة ” يقول الكاتب الكندي:
التفاهة قد بسطت سلطانها على كافة أرجاء العالم. والتافهون قد أمسكوا بمفاصل السلطة، ووضعوا أيديهم على مواقع القرار، وصار لهم القول الفصلُ والكلمة الأخيرة بكل شي ..( يقاطعه المصمم )
المصمم: كلام سليم وخاصة أنه هذا الرجل طلع كندي من جماعتنا. المهم بدنا شغل في مصاري.
الرسام: جميل … يا شباب الله يرضى عليكم إذا فتحنا هذا الموضوع فلن ننتهي … خلينا نحكي عن أجدد الأحداث العربية وهي في سورية حالياً .
المصمم : هاي ما فيها مصاري .. فيها مصارين بتتقطع.
أنا : وممكن من الآن وحتى نهاية الشهر تأتينا مصيبة جديدة أخرى .. لا سمح الله .
المصمم : يا جماعة خلونا بمشاكلنا هنا، كثرة الطلاق وصعوبة الزواج والتطاحن والتشاحن بين أبناء الجالية على منصب أو مصاري وأيضاً ترك عرب كندا للأنشطة الثقافية والتوجه لتجمعات الشيشة والمسخرة .
الرسام: الأحسن ما تعمم بهذا الموضوع ، فهناك تجمعات ثقافية عربية موجودة وفعالة منذ سنوات .
المصمم : ماشي .. لكن كم واحد بيحضر؟.
الرسام : العدد مش مهم، المهم النوعية .
المصمم : بلا نوعية بلا كمية بلا بطيخ .
أنا : ( بليز ريلاكس ) كله انعكاس لما يحدث ببلادنا هناك. وكأننا لم نستفد من كندا في شئ. فبدل أن نشرح قضايانا لأبناء الجاليات الأخرى فيا للأسف نضيع وقتنا وجهدنا بمسائل سخيفة .
الرسام : لكن هناك تجمعات وتظاهرات يومية تقريبا عديدة يقودها الشباب الفلسطيني والعربي تضامنا مع أهلنا في غزة والضفة ولبنان وغيرهم.
أنا : نعم وهذه ظاهرة تستحق منا افتتاحية خاصة .
الرسام : أرى أن لا تفتح على هؤلاء الفتية بابا هم لا يرغبون به .
أنا : تقصد الخوف من العسس ؟
المصمم: من العسس ومن البسس المرتبطة بأجهزة وأوكار مشبوهة .
الرسام : وبعدين يا شباب. لا تخافوا احنا في كندا ولسنا تحت رحمة أي أحد.
أنا: فعلاً.. الوقت صعب هنا والأكثر هناك على الناس المعرضين للإبادة والتجويع في غزة وحروب الإخوة الأعداء في سوريا … ولكن هذا لن يستمر .. بيقول المسرحي السوري سعد الله ونوس: “نحن محكومون بالأمل” و “ما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ”.
الرسام : وقال أيضا “اذا هبط عليكم ليل ثقيل ومليء بالويل. لا تنسوا أنكم قلتم يوما.. فخار يكسر بعضه..ومن يتزوج أمنا نناديه عمنا”.
المصمم : هذا الونوس درزي وإلا سُني ؟
أنا : هذا مش سُني… هذا أنف وأذن وحنجرة !!
الرسام : إن الجهالة أعيَتْ أهلها…
المصمم : وكأنك تشتمني.. والله ( يقاطعه المحرر ).
أنا : هذا نتيجة الإعتماد على المقاربة الكندية !! من الآخر شو رأيكم هذا الحوار نفسه يكون هو افتتاحيتنا في العدد القادم؟
الرسام : لأ مش معقول.
المصمم : احنا عكينا وخبصنا كثير، يا ريت نشوف موضوع تاني.
أنا : خلص انتهى الموضوع . أنا الذي يقرر هنا. ( المحرر يقطع المكالمة المشتركة !!)..طوط ..طوط.. طوطوط.
الرسام والمصمم معاً : ونِعم الديمقراطية!!
