مهاجر سبيل – الأستاذ هشام عطياني. ص 9- العدد الشهري 156.

ارتفاع معدلات رفض الهجرة في معظم الفئات في كندا
متابعة : الأستاذ هشام عطياني – ميسيساغا، اونتاريو .

تشهد كندا زيادة حادة في معدلات رفض الهجرة عبر جميع فئات المقيمين الدائمين والمؤقتين تقريبًا منذ عام 2023 ، وفقًا لبيانات اتحادية حديثة نشرتها صحيفة تورنتو ستار. يتجلى هذا التوجه بشكل أوضح في برامج الإقامة المؤقتة، حيث ساهم تغيير قواعد الأهلية، وتشديد الإجراءات السياسية، والضغط على المسؤولين لمعالجة الحالات بسرعة، في ارتفاع مستويات الرفض. ويقول المنتقدون إن هذه الضغوط قد تؤدي إلى اتخاذ قرارات متسرعة في ظل سعي أوتاوا للحد من تراكم الطلبات.
تحولات السياسة تدفع التغيير: تتكشف معدلات الرفض المرتفعة في ظل الإصلاحات المهمة التي أُجريت على برامج الهجرة المؤقتة في كندا خلال العام الماضي. وقد طرحت الحكومة الفيدرالية سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى مواءمة الهجرة مع الأولويات الاقتصادية وتقليص العدد الإجمالي للمقيمين المؤقتين في البلاد. في سبتمبر 2024، أعلنت الحكومة عن خفضٍ بنسبة 10% في عدد تصاريح الدراسة المُعتمدة لعام 2025، مما خفض الحد الأقصى من 485,000 تصريح في عام 2024 إلى 437,000 تصريح. كما دخلت متطلبات لغوية جديدة لمُتقدمي طلبات تصريح العمل بعد التخرج (PGWP) حيز التنفيذ في 1 نوفمبر 2024 – المستوى 7 من معيار اللغة الكندية (CLB) لخريجي الجامعات والمستوى 5 من معيار اللغة الكندية لخريجي الكليات. في 21 يناير 2025، عززت التغييرات على تصاريح العمل المفتوحة للعائلات شروط الأهلية لأزواج وأبناء العمال الأجانب والطلاب الدوليين. أصبح بإمكان أزواج الطلاب الحصول على التصاريح فقط إذا كان المتقدم الرئيسي مسجلاً في برنامج ماجستير لا تقل مدته عن 16 شهرًا، أو برنامج دكتوراه، أو برامج مهنية محددة. يجب على أزواج العمال الأجانب استيفاء معايير المهنة ومدة الإقامة، بينما لم يعد أبناء العمال الأجانب المعالون مؤهلين للحصول على هذه التصاريح.
ارتفاع معدلات الرفض في جميع المجالات: وتشير صحيفة تورنتو ستار إلى أن معدلات الرفض ارتفعت في جميع فئات المقيمين الدائمين الأربع في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025:
• الطبقة الاقتصادية: 6.7%، ارتفاعاً من 5% في عام 2023 و5.6% في عام 2024.
• فئة العائلة: – 12.6%، ارتفاعاً من 7.2% في عام 2023 و8.4% في عام 2024.
• الإنسانية والرحيمة: % 40.4 ، ارتفاعًا من 29.5 % في عام 2023 و23.6 % في عام 2024.
• اللاجئون الذين يتمتعون بوضع محمي: 16.5%ارتفاعًا من 12.9 % في عام 2023 و11.8 % في عام 2024. ومع ذلك، فقد شهدت برامج الإقامة المؤقتة أكبر زيادة على مدى العامين الماضيين:
• تصاريح الدراسة: ما يصل إلى 65.4 % من 40.5 %.
• تأشيرات الزيارة: ما يصل إلى 50 % من 39 %.
• تصاريح العمل لمرحلة الدراسات العليا: تصل إلى 24.6 % من 12.8 %.
• تصاريح العمل لأزواج حاملي تصاريح الدراسة/العمل: ما يصل إلى 52.3 % من 25.2 %.
• تمديد تصاريح العمل: ما يصل إلى 10.8 % من 6.5 %.
تظل المتأخرات مرتفعة على الرغم من تخفيضات القبول
في حين خفضت أوتاوا أهداف قبول الهجرة للفترة من 2025 إلى 2027 وخفضت 3300 وظيفة في إدارة الهجرة، فإن عدد الطلبات يستمر في الارتفاع.
اعتبارًا من 30 يونيو 2025، بلغ عدد الطلبات المُقدّمة عبر النظام 2,189,500 طلب، بزيادة عن 1,976,700 طلب في مارس. ومن بين هذه الطلبات، كان 842,800 ينتظرون فترة أطول من معايير الخدمة المُحدّدة من قِبَل الوزارة. يشير الخبراء إلى أن طلبات الفئة الاقتصادية تُسجّل أدنى معدلات رفض، لأن الحكومة قادرة على إدارة الأعداد من خلال تعديل درجات التأهيل في أنظمة مثل نظام الدخول السريع، مما يمنع تراكم الطلبات بشكل كبير. في المقابل، قد تعكس حالات رفض طلبات الفئة العائلية المرتفعة حالات يتزوج فيها المتقدمون، بعد استنفاد خياراتهم، مواطنًا كنديًا أو مقيمًا دائمًا في محاولة للحصول على وضع هجرة.
لا تزال كندا تجذب اهتمام الطلاب الدوليين: وعلى الرغم من تشديد السياسة وارتفاع معدلات الرفض، تظل كندا الوجهة الأكثر شعبية في العالم بالنسبة للطلاب الدوليين.
وفقًا لاستطلاع نبض الطلاب الذي أجرته ApplyBoard لربيع 2025، أبدى 94% من حوالي 850 مشاركًا اهتمامًا بالدراسة في كندا. وأشار الطلاب إلى جودة التعليم، والتنوع الثقافي، وخيارات العمل والهجرة المواتية بعد الدراسة كعوامل جذب رئيسية. ومع ذلك، تُعدّ القدرة على تحمل التكاليف مصدر قلق متزايد، حيث أشار 77% من الطلاب إلى أن تكاليف الدراسة هي العامل الأهم في اختيار وجهة الدراسة. ويفكر العديد من الطلاب في برامج أقصر أو أقل تكلفة، مما قد يؤثر على أنواع الطلبات التي تتلقاها كندا في السنوات القادمة.
وزارة الهجرة تدافع عن عملية صنع القرار: تؤكد وزارة الهجرة أن الذكاء الاصطناعي لا يُتخذ قرارات نهائية، وأن أدواتها لا ترفض الطلبات أو توصي برفضها. وتُقيّم كل حالة على حدة بناءً على ظروف مقدم الطلب. وقالت الوزارة في بيان لها: “في حين أن إعادة معدلات الهجرة الإجمالية إلى مستويات مستدامة تشكل أولوية، فإن الوزارة لا ترفض الطلبات فقط لتحقيق تلك الأهداف” . وفي أعقاب دعوات لمزيد من الشفافية، بدأت أوتاوا في تضمين ملاحظات الضباط في خطابات الرفض، مما يمنح المتقدمين تفسيرا أكثر وضوحا للقرارات المتخذة بشأن ملفاتهم.
موازنة الاحتياجات الاقتصادية مع أهداف الهجرة: تعكس سياسة الهجرة الكندية المتطورة هدف الحكومة المعلن المتمثل في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وأهداف السكان المستدامة. ومن المقرر خفض نسبة السكان المقيمين مؤقتًا من 6.5% إلى 5% من إجمالي السكان الوطني بحلول عام 2027، بموجب خطة مستويات الهجرة 2025-2027. ستظل احتياجات سوق العمل هي المحرك الرئيسي للقطاعات ذات الأولوية في برامج مثل برنامج العمالة الأجنبية المؤقتة وبرنامج التنقل الدولي. ومن المرجح أن يظل التركيز منصبًّا على قطاعات الرعاية الصحية والبناء والتعليم وبعض المهن. بالنسبة للمتقدمين المحتملين، فإن معدلات الرفض المتزايدة تؤكد أهمية إعداد طلبات قوية وموثقة جيدًا وتلبي معايير الأهلية الحالية.
***