سل سبيل


لقاء سبيل مع : فرقة أصوات من دمشق.

العدد 158- ص8

P8

لقاء العدد 158
مع فرقة أصوات من دمشق .
المقدمة : في ساخر سبيل الشهرية العدد الحالي رقم 158 يطيب لنا بأن نلتقي مع فريق موسيقي عربي كندي برز مؤخراً على ساحة الإبداع الموسيقية وأضاف باقة جديدة لبستان المبدعين العرب في حدائق كندا. استمعنا لأكثر من حفل لهذه الفرقة وفي عدة مدن ركزت بمعظمها على المحبة والسلام والغربة والشوق للوطن وتراثه الشرقي الطربي الأصيل، حيث يشارك في حفلاتها بالاضافة للثلاثي النسائي العربي الرائع الذي يتشكل منه هذا الفريق، مشاركات لمغنيين وموسيقين من دول شرق أوسطية غيرعربية، لم لا والموسيقى تجمع الشعوب وتوحد الأمال والألام أحيانا. معنا اليوم فريق ( أصوات من دمشق ) ربى زوز ونور خضر وتماضر الخطيب . التقيانهم أثناء استعدادهم لعمل جديد وكانت هذه ( النوتات) توضح وتعزف ابداعهم .
أجرى اللقاء : محمد هارون .

******
س1: سؤال أولي .. لماذا أنتم ثلاث نساء ولماذا تسمية ( أصوات من دمشق ) تحديداً.
ج1: نحن ثلاث نساء لأننا نؤمن أن لكلٍّ منّا صوتًا وتجربة مختلفة تعبّر عن وجه من وجوه دمشق … المدينة التي جمعت بين الحنين، القوة، والجمال في آنٍ واحد. اجتمعنا لنقدّم من خلال تنوّع أصواتنا صورةً موسيقية تعبّر عن المرأة السورية في كل حالاتها: الحنين، الحب، والأمل.
أما تسمية “أصوات من دمشق” فجاءت لأنّ دمشق بالنسبة لنا ليست مجرد مدينة أو وطن، بل روح تمتدّ لتحتضن الجميع، مهما كانت خلفيتهم أو ثقافتهم. فهي مدينة تنتمي لكلّ من أحبّها ومرّ بها، لا تفرّق بين أحد، بل تجمع وتوحد. أردنا أن نحمل هذا المعنى في موسيقانا .. أن تكون دمشق رمزاً للتنوّع، للتواصل، وللجمال الإنساني المشترك.

س2: سؤالنا التالي يتجه نحو تقديم نبذة شخصية عن ثلاثتكم ، فلو تكرمتم تزويد القارئ الكريم بمعلومات عن هجرتكم الى كندا والدراسة والموهبة المرتبطة بالموسيقى.
ج2: تماضر الخطيب: ولدت في دمشق ونشأت في بيئة فنية محبة للموسيقى. درست الإعلام في جامعة القاهرة، ثم تابعت دراستها في كندا في مجال التسويق والإدارة الفنية. بدأت علاقتها بالموسيقى منذ الطفولة في سن الخمس سنوات، حيث درست الغناء العربي الكلاسيكي والعزف على البيانو. وجودها في كندا منحها مساحة لتعيد اكتشاف صوتها وهويتها الفنية، ولتشارك التراث الموسيقي الشرقي بروح معاصرة تعبّر عن الجيل الجديد من الفنانين العرب في المهجر.

رُبى زوزو: مهندسة سورية تنحدر من عائلة عاشقة للموسيقى، وخصوصاً الموسيقى العربية الكلاسيكية. هذا الشغف العائلي زرع فيها حب المقامات الشرقية والطرب الأصيل منذ الصغر. وبعد هجرتها إلى كندا، واصلت رُبى تغذية هذا الشغف بالموسيقى من خلال مشاركتها في مشاريع فنية تعكس ارتباطها بالجذور، وسعيها الدائم للجمع بين الحسّ الشرقي والدقة العلمية التي اكتسبتها من مجال الهندسة.
نور خضر: بدأت دراسة الموسيقى في سوريا، ثم اضطرتها الحرب إلى الهجرة إلى كندا، حيث تابعت دراستها الموسيقية بإصرار وحب كبير. تؤمن نور أن الغناء والموسيقى ليسا مجرد موهبة، بل هما أسلوب حياة ورسالة، فهي ترى أن لا شيء في هذه الحياة يمنحها ذات الإحساس بالانتماء والسعادة سوى الغناء ومشاركة شغفها مع الآخرين. بالنسبة لها، الموسيقى هي وطنها الحقيقي أينما كانت.

س3 : لدينا سؤال متشعب … حدثونا لو تكرمتم عن مراحل تأسيس الفرقة وأبرز الصعوبات التي واجهتموها وهل الفرقة مقتصرة عليكم، وكيفية الإنضمام اليكم لمن يرغب من الموهوبين في منطقة تورونتو الكبرى مثلاً.
ج3: بدأت فكرة أصوات من دمشق من رغبة مشتركة بيننا نحن الثلاث — تماضر، رُبى، ونور — في خلق مساحة موسيقية تعبّر عن هويتنا السورية والعربية في كندا، وتجمع بين الأصالة والتجديد. كانت البداية بسيطة، لقاءات ودّية وحوارات عن الشوق للموسيقى التي تربينا عليها، ثم تحوّل ذلك إلى حلم مشترك قررنا أن نحوله إلى واقع. واجهتنا صعوبات في البداية، أهمها التوفيق بين التزاماتنا الشخصية والمهنية وبين التحضير للمشاريع الفنية، إضافة إلى التحديات اللوجستية التي تواجه أي عمل فني جديد في المهجر — من إيجاد أماكن للتدريب، إلى تأمين الدعم والإنتاج. لكن الشغف والإصرار كانا دائماً أقوى من أي عائق.
الفرقة تضمّنا نحن الثلاث كأعضاء أساسيين، ولا نفتح باب الانضمام الدائم لأننا نحرص على الحفاظ على هوية المجموعة وانسجامها الفني. ومع ذلك، نحن نحبّ التعاون مع موسيقيين وفنانين ضيوف من خلفيات مختلفة في بعض العروض أو المشاريع الخاصة، لأننا نؤمن بأن التنوّع يُغني التجربة الموسيقية ويمنحها روحاً جديدة في كل مرة. فـ “أصوات من دمشق” ليست منظمة أو مؤسسة تقبل طلبات انضمام، لكنها تظلّ مساحة مفتوحة للتبادل الفني والإبداعي.
س4: سؤال مكرر.. قيل لكل من التقيناهم من الموسيقيين. الموسيقى تقافة راقية، ولطالما كانت جزءاً لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية، وتتجاوز قوتها بالطبع القدرة على الترفيه فقط. كيف يمكن أن يكون لفرقتكم الموسيقية الدور المؤثر في تقديم وعرض ثقافتنا العربية لبقية الكنديين.
ج4: نحن نؤمن أن الموسيقى هي الجسر الأجمل بين الثقافات، ومن خلال أصوات من دمشق نسعى لتقديم صورة راقية وصادقة عن الثقافة العربية. ندمج بين الأصالة والحداثة بأسلوب يلامس المستمع مهما كانت لغته، ونقدّم موسيقانا كرسالة إنسانية تعبّر عن الجمال، والحنين، والتنوع الذي تحمله حضارتنا إلى المجتمع الكندي.
س5 : من خلال حضوري لحفلاتكم الأخيرة سمعت الحاناُ تراثية شرقية واحدة، ولكن بلغات متعدة فبخلاف العربية كانت هناك الفارسية والتركية واليونانية . هل هي سرقات موسيقية ( عذراً لقسوتنا ) !ََ! أو تبادل ثقافي فني ؟
ج5: نحن نؤمن أن الموسيقى لغة عالمية تتجاوز الحدود واللغات، وأن تقديم مقطوعات شرقية بلغات مختلفة يتيح للجمهور فرصة التعرف على تنوع الثقافات والألحان في المنطقة الشرقية وما حولها. الهدف هو الاحتفاء بالتراث المشترك وإظهار الروابط الموسيقية بين الشعوب، مع احترام أصالة كل لغة وثقافة.

س6: المسرح أبو الفنون كما هو معروف. هل لديكم خطط قادمة لتقديم عمل مسرحي غنائي باللغة العربية في كندا؟ وهل هناك أفكاراً للتعاون مع فرق فنية أخرى لإنجاز ذلك؟.
ج6: نرحب بالتعاون مع فرق فنية أخرى لإثراء التجربة وإيصال التراث العربي بطريقة حيّة ومبتكرة للجمهور، مع إدخال عناصر فنية معاصرة تمزج بين الموسيقى، الرقص، والتمثيل لخلق تجربة متكاملة ومؤثرة.

س7: هل هناك تأثير للموسيقى والغناء العربي على الموسيقى والغناء الكندي، وهل نجح المهاجرون العرب في نقل تراثهم الغنائي والموسيقي من بلدانهم الى بلد المهجر الكندي ؟ وكيف تجلى ذلك ؟
ج7 : نعم، نجح المهاجرون العرب في نقل تراثهم الغنائي والموسيقي إلى كندا، من خلال الحفلات والمشاريع الثقافية والتعاون مع فنانين محليين. هذا ساهم في نشر الموسيقى العربية ودمجها أحياناً بأساليب معاصرة، ليصبح جزءاً من المشهد الموسيقي الكندي المتنوع.
س8: لكونكم تعملون في هذا الحقل الجميل هل يمكن افادتنا بالإجابة عن الاستفسار حول امكانية وجود تراث شعبي كندي قد يكون من السكان الأصليين، طبعا بعيداً عن التأثير الأوروبي الحديث وخاصة الإنجليزي والفرنسي .

ج8: بالطبع، كندا تمتلك تراثاً شعبياً غنيّاً يعود إلى السكان الأصليين، وهو جزء مهم من الهوية الثقافية للبلاد بعيداً عن التأثير الأوروبي الحديث. يشمل هذا التراث الموسيقى والرقص والحكايات والغناء التقليدي، وهو يعكس أسلوب حياة الشعوب الأصلية، قيمها، وتاريخها العريق. نستطيع القول إن هذا التراث يشكّل أساساً ثقافياً مهماً يمكن للجميع التعرف عليه والتعلم منه، تماماً كما نحاول نحن نقل التراث العربي للمجتمع الكندي.
س9: في مدن كندا ومنها مدن تورونتو الكبرى، تتواجد ً فرق موسيقية غنائية عربية عديدة ، وهي ظاهرة حضارية وثقافية رائعة حيث تشتد المنافسة الشريفة لتقديم الأفضل للمتلقين الكرام. ولكن أحياناً المنافسة تذهب بحامليها لفقدان البوصلة نحو مشاركة إيجابية في بناء ثقافة عربية في كندا .. ما رأيكم ؟
ج9: وجود فرق موسيقية عربية كثيرة في كندا رائع ويعكس حيوية ثقافتنا، والمنافسة الشريفة تدفع الجميع لتقديم الأفضل. الأهم أن تظل المنافسة إيجابية وتساهم في تعزيز ونشر التراث العربي بطريقة راقية.

س10: بخبرتكم في الغناء ما هي الأغاني والموسيقى العربية التي تلقى القبول الأكبر من المستمعين؟
وكيف يمكن رفع الذائقة الفنية عند المتلقي؟ وما هي الصعوبات التي تواجه الفنان الموسيقي العربي بكندا.
ج10: الأغاني العربية التي تلقى القبول الأكبر تمزج بين الأصالة والحداثة، وتقدّم بطريقة تلامس المشاعر. لرفع الذائقة الفنية، نحرص على جودة الأداء وشرح الخلفية الموسيقية للجمهور. من أبرز الصعوبات هنا الوصول إلى جمهور جديد خارج الجالية العربية والتحديات المتعلقة بالإنتاج والتمويل مع الحفاظ على أصالة التراث.
س11: هل تتابعون الإعلام العربي في كندا؟ هل هو مواكب لأنشطة المجتمع العربي الكندي؟ وبشكل عام ما رأيكم به؟ وكلمة أخيرة لقراء ساخر سبيل وكندا سبيل .
ج11: نعم، نتابع الإعلام العربي في كندا إلى حد كبير، ونراه مواكباً بشكل جيد لأنشطة المجتمع العربي، لكنه يمكن أن يقدّم المزيد من التغطية النوعية لتعزيز الثقافة والفن العربي بشكل أوسع. كلمة أخيرة لقراء “ساخر سبيل” و”كندا سبيل”: استمتعوا بالموسيقى، اكتشفوا جمال التراث العربي، ودعوا الفن يكون جسراً يقرّب بين الثقافات ويغني حياتنا اليومية. وبالنهاية شكراً جزيلا لأسرة ساخر سبيل على فتح هذه النافذة لنا للتواصل مع أبناء المجتمع العربي الكندي وقراء ساخر سبيل بكل مكان.
***
الخاتمة : نتقدم بالشكر الجزيل لربى وتماضر ونور ، هذا الثلاثي الدمشقي الذي اتحفنا بفنه وموسيقاه الرائعة من خلال عدة حفلات حضرناها مؤخراً . كل الأماني لهن ولكل الفرق الموسيقية والمسرحية والتراثية والخدماتية العربية الكندية التوفيق والسير قدما في خدمة المجتمع العربي الكندي الذي يستحق من كل مبدع منا ان يبرز حضارته وفنونه في المجتمع الكندي بشكل عام والمتنوع الأصول والثقافات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock