ثقافيات

لقاء العدد 154 من ساخر سبيل ص7و8

مع الأستاذ فارس بدر.

لقاء العدد رقم 154 مع الأستاذ فارس بدر
****
أجرى المقابلة : محمد هارون .
المقدمة: نتشرف اليوم بلقاء صديق وكاتب صحفي معروف في أوساط المثقفين والإعلاميين في المجتمع العربي الكندي. تابعنا ويتابع معنا الكثيرون ما يكتبه من مقالات وما يطرحه من آراء وأفكار في لقاءات عامة لأبناء الجالية تنم عن سعة اطلاع ومعرفة علمية عميقة بأحوال العرب في بلادهم وفي المغترب الكندي ( في كِندة وفي كندا ). وللاستزادة ونشر الفائدة وتعميمها وخاصة للقادمين الجدد وخاصة من جيل الشباب يطيب لنا لقاء هذه القامة التي نعتز بها . دعونا نرحب بالأستاذ فارس بدر في ساخر سبيل… وإلى السؤال الأول .

…….
س١ : بداياتنا هنا سترافق بداياتك في كندا حيث نود العودة بكم الى سنوات مضت ..
من أين جئتم ولماذا إخترتم كندا ؟
ج١ : من لبنان ، كان ذلك في العام ١٩٨٩ ومن بلدة عين دارة الواقعة في أعالي محافظة جبل لبنان ، والتي عرفت أحداثاً بالغة الأهمية في العام ١٧١١ بعد معركة شهيرة بين القيسيين واليمنيين عُرفت بإسم ” معركة عين دارة “. إختيار كندا لم يكن عن سابق تصوّر وتصميم بل كان نابعاً من رغبة الإلتحاق بالأهل والأقارب الذين غادروا الوطن عقب الإجتياح الإسرائيلي عام ١٩٨٢ والذي نتج عنه كالعادة تدمير في الأرزاق والممتلكات ومن بينهم منزل أهلي وعائلتي الذي دُمَّر كلّيّاً في السابع من حزيران من نفس العام.

س2 : هل يمكنك عقد مقارنة ولو من باب التمني و التامل بين الوضع الإقتصادي والإجتماعي منذ هاجرت الى كندا والوضع الحالي .
ج2. لقد كانت كندا تلك الأيام مكاناً آمناً للجوء بالمقارنة مع الظروف والأوضاع الإقتصادية والأمنيّة التي شهدها لبنان – ولا يزال- حتى تاريخ كتابة هذه السطور. الأوضاع الإقتصادية ومستوى المعيشة وفرص العمل كانت متوفّرة ومتاحة إلى حدّ كبير، حيث أنني التحقت بقطاع التعليم الثانوي بعد عدّة أشهر من وصولي دون عقبات تُذكر وكذلك فعل عدد كبير من الأهل والأقارب ودائرة المعارف والأصدقاء الذين تمكنوا بغالبيتهم من استكشاف فرص العمل المتوفرة في كافة القطاعات ، الأمر الذي ساهم في تكيّفهم واندماجهم خلال فترة زمنية قصيرة. الوضع الحالي مُختلف بدون أدنى شك، إن على صعيد تشريعات وزارة المغتربين والسياسات الحكومية مع المهاجرين الجدد ، أو على مستوى فرص العمالة والتكيّف والإندماج في مكوّنات المجتمع المضيف. هذا الأمر بالطبع يترافق مع التحوّلات الدراماتيكية التي يشهدها الإقتصاد على المستوى العالمي. ولعلّ التقرير الذي صدر عن وزارة الهجرة الكندية مؤخّراً يعكس هذا التحوّل النوعي في استيعاب المهاجرين الجدد. حيث أشار إلى أنّ هناك ما يقارب من المئة وأربعين ألفاً من المهاجرين قد تركوا كندا نهائيّاً خلال العام ٢٠٢٤ بحثاً عن فرص عمل في بلدانهم الأصلية. ويشكّل هذا الرقم أعلى نسبة عرفتها كندا منذ العام ١٩٦٧.
س3. لكونك كاتب وصحفي عربي كندي يشار له بالبنان …ما رأيك بالعمل الصحفي والإعلامي العربي الكندي بشكل عام.

ج3: هناك بدون أدن شك جهود مشكورة يبذلها البعض على المستوى الصحفي والإعلامي بشكلٍ عام ، ولقد استطاعت الصحافة الورقيّة أن تصل وتتواصل وتتفاعل مع عدد غير قليل من القرّاء والمهتمّين. غير أنّ التحوّل الحاصل في الوسط الإعلامي بشكل عام عبر استخدام وسائل التواصل الإجتماعي على تعدّد أنواعها وأشكالها وتقنيّاتها ، إختطف من القارئ العادي فُرص التواصل من جهة ولم يتمكّن من آلتفاعل مع الجيل الجديد الناشئ من جهة ثانية ، كون الصحافة العربية بشكل عام تُكتبُ باللغة العربية التي تفتقدها الغالبية من الجيل الجديد. ولعلّ الخروج من هذه الدائرة يتطلّب استنهاض مشاركة المثقفين والسياسيين والناشطين في أوساط الجالية العربية وخارجها من خلال التواصل معهم باللغة الإنكليزية التي يُتقنها الطلاب والمؤسسات الشبابية مثل ( حركة الشباب الفلسطيني) على سبيل المثال لا الحصر ، وذلك من أجل تفعيل عمليات التواصل والتنسيق على المستويات الفكرية والسياسية والإعلامية، وعلى مستوى الأنشطة الجاليوية بشكلٍ عام.
س4. تمر كندا حاليا بتغيرات كثيرة ويهمنا هنا الوضع الاقتصادي المقلق والصعب . برايك ما سبب هذا الغلاء والتضخم والبطالة. هل هي من أخطاء فترة حكم جاستن ترودو الطويلة، كما يدعي البعض .
ج4: كما ورد سابقاً، وأنا لست خبيراً بالإقتصاد وأترك الأمر للمتخصصين في هذا القطاع. غيرأنّ هناك – دون أدنى شك أمام أي مراقب – تحولّات إقتصادية على المستوى العالمي، يمكن الإشارة إلى البعض منها :
أوّلاً: إرتفاع معدّلات التضخّم .
ثانياً: إنخفاض فرص العمالة وانتشار البطالة في بعض القطاعات.
ثالثاً: الإرتفاع غير المسبوق في تكاليف المعيشة .
رابعاً: إنخفاض القوّة الشرائية للدولار الكندي.
خامساً: حالة الهلع والذعر التي أضافتها السياسات” الترامبية ” في رفع معدّلات الضرائب على السلع والخدمات المتنقّلة بين كندا والولايات المتحدة الأميركية ، والأثار المدمّرة التي ستنتج عنها- بعض مؤشراتها في صادرات المعادن والألومنيوم – إذا لم يتمّ التوصّل إلى مقاربات منطقية ومعقولة لكلا البلدين.
هل تتحمّل سياسات جاستن ترودو والحزب الليبرالي المسؤولية الكاملة عن هذه المتغيّرات؟؟
هناك بدون أدنى شك بعض المسؤولية عن سياسات أنتهجتها الحكومة الليبرالية خلال فترة ترودو وبعضها الإستثمار المتزايد في القطاعات العسكرية( شراء متزايد للأسلحة الأميركية) والإلتزامات المتزايدة مع حلف الناتو والتي جاءت بمعظمها نتيجة ضغوطات أميركية/ أطلسية بحيث ساهمت إلى حد كبير في ضمور عمليات الإستثمار في القطاعات الإنتاجية التي كان بإمكانها أن ترفع عن كاهل المواطن الكندي جزءاً من الضغوط التي تسبّبها المتغيرات على المستوى العالمي.
س5. ونحن نلتقي الان نتابع اخبار الهجمات الإسرائيلية على إيران ورد إيران عليها وقبلها تابعنا المظاهرات العنيفة في لوس أنجلوس ضد سيد البيت الأبيض، وسبقها مطالب ترامبية بضم كندا وطروحات اخرى عديدة وغريبة وتكبر يوميا يطرحها الرئيس الأميركي. حالياً وانت متابع للاحداث عن كثب.. ماذا تتوقع اولاً: لهذه “المرحلة الترامبية “و لمستقبل الوضع الداخلي في الولايات المتحدة وثانيا طبيعة العلاقات مع كندا مسقبلا.

ج5: كما في فلسطين قطاعاً وضفّة وفي لبنان وسورية واليوم في إيران …. يقدّم لنا ترامب من خلال ثكنته العسكرية ( إسرائيل ) نموذجاً حيّاً عن مفهومه للسلام!! ، نموذجاً يستخدم أكثر أشكال التكنولوجية العسكرية وأدوات الذكاء الإصطناعي تطوّراً لممارسة هواية القتل والتدمير والإغتيالات لكافة مقوِّمات المنطقة المدنية والعسكرية، كل ذلّك لتكون صاغرةً أمام غطرسة الثنائي الأميركي / الإسرائيلي وشهيّته الغير محدودة في نهب ثروات المنطقة وخيراتها. لن يكون الأمر بهذه السهولة في الداخل الأميركي وعى الصعيد الكندي. حيث تشهد الولايات الأميركية حراكاً واسعاً في مواجهة سياسات ترامب ضد المهاجرين ، أولئك الذين منحوا أميركا حياتهم وتعبهم وخبرتهم وعلمهم، وكذلك في مواجهة السياسة الخارجية حيث نشهد في عدد غير قليل من الولايات تحرّكات واسعة مناهضة للموقف الأميركي في السياسة الخارجية – حتى من داخل الحزب الجمهوري- الذي يطالب بعض أعضائه بعدم المشاركة في الحرب الدائرة مع إيران. يبقى للأيام المقبلة أن تقدّم توضيحاً أكبر عن المسار الذي ستسلكه الأحداث في الداخل الأميركي والذي سيكون متناقضاً مع توجّهات ترامب وسياساته الهمجية في “أميركا أوّلاً” والباقي إلى الدمار. على صعيد العلاقة مع كندا يتضّح يوماً بعد يوم أنّها إلى المزيد من المتاعب والخصومات بديلاً عن سياسات التنسيق والتعاون على كافة الجبهات. الشعب الكندي بكافة فئاته وأطيافه لن يرضى بأي شكل من الأشكال سياسات الإلغاء والإلحاق التي ينتهجها ترامب وبعض إدارته وستحمل الأيام بتقديري إرتفاعاً ملحوظاً في مواجهة مشاريعه للضمً على الصعيدين الرسمي والشعبي، كما أتوقّع المزيد من الإلتفاف والتضامن مع السياسات الرسمية الكندية المناهضة لتحويل كندا الى ولاية أميركية.

س6: لننتقل الى همنا الكبير الى الشرق الأوسط ، فعندما نتابع الأخبار في معظم الصحف ومحطات التلفزة الكندية نلاحظ ميلا للطرح الاسرائيلي وأحيانا الحياد وما ندر تضامن خجول مع الطرح العريي والفلسطيني. هل ينطبق ذلك على السياسة الكندية والتي يعتبرها البعض تابعة للجار الجنوبي..
ج6: ليس هناك من براءة أو حياديّة أو ما يُسمّى أحياناً “بالموضوعية” في الإعلام وصناعة الخبر. الإعلام بشكل عام يخضع لعملية رقابة وتوجيه وصياغة تتناسب والجهة المالكة ولنقل المموّلة لأي خبر يُنشر على وسائل الإعلام المسموعة والمقرؤة والمرئيّة. كذلك ينطبق الأمر على كافة وسائل التواصل الإجتماعي من Facebook و LinkedIn و Reel و X و tic talk وأخواتها. هذا الأمر ينطبق على الإعلام الكندي أيضاً الذي تملك أكثر من ثلثيه عائلة Israel Asper تحت إسم Canada West إبتداءً بال National Post وليس إنتهاءً ب Global News . ولمزيد من الإطّلاع على كافة التفاصيل المتعلّقة بهذا الأمر يمكن زيارة موقع العائلة المنوّه عنها أعلاه حيث تتوفّر كافة المعلومات ذات الصلة بهذا الملفّ. بناءً على ما تقدّم ، بإمكاننا فهم الإنحياز المطلق للرواية الأميركية/ الصهيونية في الإعلام الكندي حيث يُباح لإسرائيل ارتكاب كل الموبقات والجرائم والتطهير العرقي والإثني وحروب الإبادة الجماعية تحت ستار ما هو متعارف عليه ب ” حقّ الدفاع عن النفس “. هذا الحقّ المعترف به لإسرائيل وحدها بين سائر الدول المتواجدة على سطح هذا الكوكب. هذا الأمر يفسّر كيف أنّ الإعلام الكندي والسياسيين الكنديين يعتبرون أنّ ردّ إيران على الهجوم الإسرائيلي ( إعتداءً ) وهجوم إسرائيل على إيران ( دفاعاً عن النفس ). كما الأمر في الإعلام كذلك في مواقف السياسيين الكنديين الذين يتماهون مع الموقف الأميركي وأحياناً دون تفحّص وتمعّن ، ذلك أنّ السياسة الخارجية الكندية وبكل أسف متعاطفة كلّياً مع الولايات المتحدة الأميركية وموقفها من الصراع الدائر في منطقتنا. وفي كلتا الحالتين رضوخ كامل لأنشطة اللوبي الصهيوني AIPAC وأخواته في كندا. ويأتي البيان الصادر في السابع عشر من حزيران عن ال G7 التي التقت في ألبرتا والذي إعتبر إيران مصدر لعدم الإستقرار في المنطقة ولإسرائيل حق الدفاع عن النفس ليندرج في إطار القراءة المنوّه عنها أعلاه.

س7: – تابعنا فوز الشاب فارس السعود الكندي الفلسطيني الأصل بعضوية البرلمان الكندي و بمشاركته مؤخراً بيوم فلسطين في المجلس والتي تشرف عليه السيدة سلمى زاهد رئيسة مجموعة الصداقة البرلمانية الفلسطينية الكندية بالتعاون مع تحالف الجمعيات الفلسطينية الكندية… السؤال : ماذا تفيد هذه اللقاءات الإحتفالية ؟ هل ستؤدي بالنهاية الى إعتراف كند بالدولة الفلسطينية ؟.
ج7: لا شك بأن وصول فارس أبو السعود إلى مجلس النواب الكندي والمشاركة الفعّالة في حملته الإنتخابية يعتبر نموذجاً وقدوة للشباب العربي بشكل عام لأهميّة الإنخراط في الأنشطة السياسية الكندية على مستوياتها الثلاث. ذلك أنّ الصريخ عن بعد لن يجدي نفعاً. هذا لا يعني إطلاقاً المبالغة في التوقّعات المرتقبة على أي صعيد ، سوى أنّ المشاركة والتأييد والدعم والتنسيق سيعطي ثماره دون أدنى شكّ على أمل أن تتوسّع دائرة التواصل والتعاون بما فيه مصلحة لقضايا الجالية وملفّاتها مع الحكومة الكندية.
س8: الفعاليات الثقافية والفكرية لأبناء المجتمع العربي الكندي موجودة ولكن حضور تلك الفعاليات للأسف محدود….السؤال كيف يمكن رفع سقف الحضور وأيضا كيف يمكن توسيع العلاقات الثقافية العربية مع بقية مكونات المجتمع الكندي المتنوع الأصول والمنابت .
ج8: الثغرة الكبيرة في هذا السياق نتحمّل فيها جميعاً مسؤولية مشتركة دون أي داعٍ للمواربة. ذلك أن غياب المؤسسات العربية الفاعلة رؤيةً وتنظيماً وتمويلاً وإداءً …. يقف عائقا أمام إيصال الصوت الفلسطيني والعربي إلى دوائر القرار الكندية، وَإِنَّ غياب هذه المؤسسات ينعكس سلباً على العلاقة مع الدوائر الثقافية والتربوية والإعلامية بشكلٍ عام. كذلك غياب المشاركة الفعّالة في العمليات الإنتخابية في كافة الدوائر على مستوى التطوّع والتمويل والتنظيم والإنتخاب والخيارات يجعل من عملية التواصل مع النوّاب المنتخبين أكثر تعقيداً وذلك من أجل مطالبتهم في الدفاع عن ملفّاتنا وفي طليعتها الملفّ الفلسطيني الذي يجب أن يُشكِّلُ الشغل الشاغل في أنشطة الجالية وتطلّعاتها. كذلك الأمر بالنسبة للعلاقة مع مختلف مكوِّنات المجتمع الكندي والتي تبدي تعاطفاً ملحوظا في كافة الأنشطة التي تقوم بها الجالية خاصةً بعد التطورات الناجمة عن حرب الإبادة في قطاع غزّة. إنّ العمل بمقتضيات هذه الرؤية سيوفّر بدون أدنى شك عاملاً من عوامل الضغط باتجاه الإعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

س9 : لكونك كنت من العاملين في الحقل التربوي والتعليمي لفترة طويلة. كيف يمكن للأسرة العربية الكندية ان توفّق بين تراثها التربوي وتقاليدها الشرقية مع يتعلمه الصغار في مدارس اونتاريو مثلا. وكلمة أخيرة للشباب العربي الكندي ولقراء ساخر سبيل وموقع كندا سبيل.

ج9: العمل في القطاع التربوي على مدى ثلاثة عقود حتى تاريخه ، أتاح لي فرصة التعرّف على الكثير من العادات والقيم والأنظمة المعتمدة في هذا القطاع. ويطول الحديث عند تناول هذا الملف بتفاصيله. سوى أنّ التكيّف النسبي مع مضامين المناهج والطرق والأساليب المعتمدة في العملية التربوية يفترض نوعاً من المرونة والتفهّم من قبل الأهل خلال عملية الإندماج مع قيم وعادات المجتمع المضيف. ذلك أن محتوى المناهج وطرق التدريس المعتمدة يتناقض أحياناً مع القيم والمفاهيم والمصطلحات المعتمدة في أنظمة تربوية في بلدان المنشأ، الأمر الذي يقتضي نوعاً من التكيّف والتواصل مع الجهات التربوية المختصّة من أجل خلق المساحة المشتركة التي تعود بالخير على تربية الأطفال وتنشئتهم. في هذا السياق تحتلّ التربية المنزلية وتحت إشراف مباشر من الأهل، دوراً مركزيّا يتلخّص بتوجيه الأطفال على الفصل بين الغثّ والسمين في العلاقات المدرسية من جهة ، وبين ما هو معتمد من موادّ تعليمية وتربوية من جهة أخرى حيث يغلب التوازن على تربية الأهل بين عادات وتقاليد المنشأ ، في بيئة مغايرة في أعرافها وتقاليدها ومحتوياتها التربوية شرط أن لا يُشكِّل ذلك عائقاً أمام التحصيل العلمي أو كابحًا لطموحات الجيل الجديد وتوقه إلى العلم والصعود على سلّم التطوّر الإجتماعي والإقتصادي والمعرفي.

ختاماً. دعوة مفتوحة للشباب العربي ولقرّاء ساخر سبيل للإنخراط في العمل السياسي بكافة أشكاله وذلك يتمّ عبر الإنتساب إلى الأحزاب الكندية والتطوع في المجالس الشبابية Youth councils التابعة لمكاتب النواب والتي يتاح لها زيارة مجلس النواب الكندي في أتاوا لمتابعة دورات تدريبية حول عمل المجلس وحول أهميّة المشاركة في عضوية الدوائر الإنتخابية التي تشرف على إدارة المكاتب النيابية وعلاقاتها مع الناخبين.
بالإضافة إلى ذلك ، بالإمكان القيام بحملات التطوّع خلال العملية الإنتخابية التي تبني جسوراً واسعة مع الناخبين على تنوّع فئاتهم وانتماءاتهم. هذا النوع من الأنشطة يساهم في اكتساب المعرفة الضرورية لأليّات النظام السياسي الكندي وطريقة اشتغاله، كما يشجّع على المزيد من الإهتمام في المشاركة في مسارات العمل السياسي بكافة أشكالها وأنواعها. ولعلّ النموذج الذي قدّمه الشاب الفلسطيني فارس أبو السعود أكبر دليل على إمكانية تحقيق ما يُصنّف أحياناً من دائرة المستحيلات. كذلك أغتنم الفرصة للتقدّم من ساخر سبيل ومن صاحبها السيّد محمد هارون بأطيب التمنيات للدور الذي يلعبه في المجال الصحفي والإعلامي في حقل التوعية والتثقيف حول شؤوننا الجاليوية والشؤون الكندية بشكل عام.

الخاتمة : بنهاية هذه المقابلة تتقدم أسرة ساخر سبيل بالشكر و التقدير للأستاذ الصحفي والمفكر العربي الكندي فارس بدر على مشاركته لنا في هذا اللقاء من خلال إجاباته الدقيقة والثرية على أسئلتنا، متمنين له ولكل أبناء المجتمع العربي الكندي التوفيق و النجاح بحياتهم وعلى كافة الصعد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock