
لقاء العدد رقم 160
لقاء اليوم مع الشاعر و الناشر السيد يونس عطاري .
المقدمة :في أيامنا هذه، وعند إجراء لقاء للجريدة مع أي مثقف، سيقفز الى ذهنك استفسارات عديدة وقد مرت عليك سابقا من مثل، ماذا ستسفيد؟ وهل ستحصل على عدد مميز من القراء ؟ نعرف من خلال متابعتنا، ويعرف غيرنا ايضاً، بأن زمن الثقافة وتحديدا زمن الكتاب وزمن المسرح الجاد قد انحسر إلى حد كبير. إذن .. هل هو زمن ( الريل والتيك توك) و الفيديو ووسائط التواصل الإجتماعي المتخمة في الغالب بالغث وما ندر بالثمين. لنعترف بان العصر الحالي هو عصر السرعة والتقنيات العالية والذكاء الإصناعي ولكن الوصول لإنتاجها من جهتنا، بحاجة لرافعة لنقلنا من الفقر الثقافي لنصل الى مرحلة نستطيع من خلالها الوصول الى انتاج تكنولوجيا متقدمة. نقاشات شفوية عديدة حول هذه المواضيع مع الأستاذ يونس عطاري بمكتبه بميسيساغا وشاركتنا بجزء منها السيدة الكاتبة والمترجمة باسمة تكروري وهي شريكة السيد عطاري بمشروع ثقافي باسم (لوما للنشر والتوزيع ).
لذلك سنجد اسئلة مشتركة بين المقابلتين. والجدير بالذكر بأننا أجرينا مقابلة خاصة مع الكاتبة السيدة باسمة تكروري في العدد 152 منذ عدة أشهر. يمكنكم متابعتها من خلال أرشيف موقعنا الاليكتروني WWW.CANADASABEEL.COM
يسعدنا اليوم ان يكون لقاء ختام هذا العام 2025 مع الشاعر والناشر الفلسطيني الكندي الأستاذ يونس عطاري.
إلى السؤال الأول حيث الونس والعطر: لو تكرمت، اعطِ القارئ الكريم نبذة عن سيرتك ومسيرتك قبل الهجرة الى كندا؟
ج1: فلسطيني من موالد الأردن في مدينة الزرقاء و درست هندسة الميكانيك في دمشق و عشت فيها عشرين عاما و اشتغلت فيها و نشرت اول ديوان شعر لي بدمشق و عملت بالصناعة م تشكلت خبراتي الأدبية و الهندسية في دمشق و عملت في السعودية مديرا لمصنع. كنت عضو اتحاد الكتاب و الصحفيين الفلسطينيين و عضو رابطة الكتاب الأردنيين. نشرت في الصحف و المجلات الأدبية العربية الورقية و الالكترونية.
س2: ماهي أبرز انجازاتكم وابداعاتكم الأدبية وخاصة منذ وجودكم بكندا ؟
ج2: في بداية حياتي في كندا اهتممت بالاسرة حتى هذه اللحظة و خلال تلك الأيام الصعبة كنت أشارك في امسيات شعرية في محافل كثير منها في مدينة ميسيساغا و جامعة غولف و بلدية ايرورا. و نشرت ديوان شعر لي في عمان.
س3: لماذا الهجرة لكندا وأنت صاحب خبرات ودراسة علمية متميزة.
ج3: الهجرة لشخص وُلد بالاصل لاجئً فهي محطة جديدة بين المحطات الكثيرة فقد ولدت في الأردن و عشت بدمشق و جدة و الرياض عشت قليلا في قبرص و زرت المانيا و لم افكر بالبقاء فيها حيث كنت اعتبر شمال أمريكا هي المنطقة التي تقود العالم و المسقبل و اخترت الهجرة الى كندا منذ عام ٢٠٠٠ و كنا زوجتي و انا نفكر بمستقبل الأولاد رغم عملي في الرياض كان جيدا جدا لكن اخترنا كندا و كان خيارا صائبا جدا حيث العام القادم يكون لنا عشرين سنة في مدينة ميسيساغا. احببنا المدينة و كنت قدم اخترتها قبل وصولنا عن طريق الانترنت حيث هي في جنوب كندا و قريبة من أمريكا و فيها اكبر عدد من المصانع التي يمكن لي ان اعمل فيها و هذا ماحصل اعمل في مصنع مشرفا على الإنتاج.
س4: حتى نضمن استمرارهما بانتاج وفير ومفيد، هناك قول ينادي: ” إن المسرح والكِتاب يجب أن يكونا من ضمن مهمات الدولة” . ما رأيك بهذا القول ؟
ج4:المسرح و الكتاب لا يستمران بدون دعم الدولة او منظمات دولية. و هذا ما فهمته مبكرا مما أتاح لي التركيز على الهندسة و لغتي الإنجليزية قبل الهجرة و هذا كان عامل توازن بالنسبة لكتابة الشعر و الإنتاج الادبي.
س5: تديرون داراً للنشر والترجمة من ميسيساغا اونتاريو، بماذا تتميز داركم عن غيرها؟ ومن هو المتلقي لإنتاجكم بكندا وامريكا الشمالية بشكل عام ؟
ج5: دار لوما هي تختص بترجمة الادب العربي المعاصر مثل الشعر و الرواية و المجموعات القصصية الى اهم لغات العالم الحي و اللغة الإنجليزية و هي اول دار نشر عربية تقوم بهذه المهمة الصعبة و المعقدة و المكلفة جدا حيث كلفة و أسلوب صناعة الكتاب في كندا باهظة اضف اليها كلفة الترجمة و كلفة التحرير الادبي. ان دار لوما تتقدم بانتاجها الى فئتين، الأولى الأجيال العربية الأصل التي لا تتقن العربية و نقدم لهم فنا رفيعا عبر الكتاب المترجم الى الإنجليزية بحيث يصبح لديهم امران الأول التعرف على بلادهم الاصلية عبر الادب و التشوق لزيارتها و الثاني الإحساس بالهوية و هذا امر هام على المستوى النفسي لاي شخص ان يكون على يقين ان امته منتجة للفن و الجمال الإنساني و ليست امه مشوهة كما الاعلام يقدمنا، مما يعطيه ثقة باانفس و عدم الخجل من اصله العربي. الفئة الثانية هي القارئ الكندي و الأمريكي، حيث الهدف صريح جدا هو تقديم صورة مشرقة عن الشعب العربي بعدما حصل في بلادنا و غيرها خلال العقديين الماضيين من حركات تطرف و حروب أهلية، أيضا نتوجه الى الاكادميا في الجامعات و المعاهد حيث هم النخبة في شمال أمريكا و لها تأثير جد كبير على المزاج السياسي و الشعبي.
س6: ارجو ان توضح لنا أهمية الكتاب المترجم من العربية للانجليزية أو العكس أو ما يعرف بالتجسير الثقافي ؟
ج6:الأمم هي في اصلها تقوم على بناء العلاقات و الخبرات المتبادلة منذ زمن بعد، و تلك العلاقات تقوم بين أمم لغاتها مختلفة و لا وسيلة غير الترجمة بين الأمم لنقل العلوم و الأفكار و التجارة و السياحة الخ، الترجمة هي عمود أصيل في بناء أي ثقافة لأية أمة و هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها البتة عبر العصور. الترجمة هي مفتاح العلوم كلها و التجارب العالمية يتم نقلها عبر الترجمة. نحن نقوم ” بدار لوما ” بنقل التجارب العربية الإنسانية عبر الاعمال الأدبية التي تعبر عن بيئتها العربية و نحن العرب نحتاج ان يفهمنا الاخر الذي هو بحاجة ماسة لفهم النفس و العقل و المجتمع العربي الذي هو مثل أي مجتمع في العالم انما نحن العرب لا نحسن تسويق ما نريد من عدالة في الحقوق الدولية و تعريف حاجاتنا التعاون مع الغرب لنتدقدم في العلوم الحديثة.

س7: وأنت اديب متمرس، هل يمكن ان تفرق لنا بين الرواية والفيلم السينمائي؟
ج7: السينما تقتل الرواية او تنقلها الى ارحب جمهور، كيف تقتل الرواية، الرواية تجعل الخيال أوسع و غير محدد او غير محدود خاصة الروايات الحديثة التي تكون نهايتها نهاية مفتوحة مما يتيح للخيال الكثير من الترحال، ذات الرواية (مقتل الرواية) اذا أصبحت فيلما فان اول الامر ينغلق باب الخيال حيث الفيلم يقدم الحدث مصورا و ليس كما الرواية التي تبقي الحدث و المكان ممتعا للخيال، أيضا شخوص الرواية تكون في مخيال القارئ متنوعة الشكل و المظهر و الأصوات الخ.. لكن الفيلم يضرب بعرض الحائط كل الأخيلة للقارئ و تصبح شخصيات محدودة شكالا و صوتا و لباس الخ. لكن أي فيلم يعتمد رواية فهو تسويق كبير للراوية و للروائي و أحيانا المشاهد للفيلم يقوم و يشتري الرواية و يبدأ بعملية عكسية نقدية.
س8: ما هي آخر أخبار مشروعكم الأخير وهو الكتاب الذي يضم مجموعة كبيرة لقصص قصيرة كتبها أطفال من غزّة عن معاناتهم حاليا وبلغتهم الخاصة وترغبون بترجمتها للغة الإنجليزية .
ج8: “هنا كان بيتنا” هو تجربة فريدة من نوعها حيث تم جمع عدد من القصص خلال الحرب على غزة و قد كتبها بنات و أولاد بين التسع سنوات و السابعة عشرة، هذا الكتاب هو صوت أطفال غزة نقوم بايصال صوتهم الى شمال أمريكا عن طريق ترجمته الى الإنجليزية و نشر ورقيا و الكترونيا راجين ان نقوم بالمشروع الثاني من غزة و هو ” أمهات من غزة يكتبن عن الحرب” هذين المشروعين يحتاجان الى الدعم المعنوي والمادي كي يصدران. أهمية المشروعين هي ليست اقل من أهمية الدعم المادي الى أهلنا بغزة انما هما بالتوازي لابد من نقل قصص غزة المأساوية الى العالم و توثيقها بالكتابة.
س9: برايكم على من تقع مسؤولية نشر الثقافة العربية ورفع سويتها بمختلف أجنحتها بين أبناء المجتمع الكندي وهم من أصول ثقافية متنوعة، وذلك لنقل الصورة الحقيقية عنا وعن تراثنا الحضاري. وكيف يمكن تنفيذ ذلك؟
ج9: هناك مشاريع فردية مثل دار لوما للنشر و الأساس هو الدعم الجماعي و تشكيل مؤسسة واحدة كبيرة و تجمع الأهداف و تكون ذات مسؤولية حقيقية و ارجو أن أسمع ذات يوم عن وجود ” المركز العربي – الكندي ” على شكل المركز الثقافي العربي- باريس” الذي خدم العرب و قضايانا بين النخب في فرنسا و أوروبا، هذا يحتاج جهود مخلصة و صادقة. كي يقوم هذا الامر لابد من انشاء صندوق مالي لهذا الغرض يكون شفاف و تحت اشراف هيئة محترفة.
س10: كلمة أخيرة لقراء ساخر سبيل وكندا سبيل .
ج10: الشكر والتقدير لقارئ جريدة ساخر سبيل ولإدارتها على هذه الفرصة كي أتحدث لأبناء مجتمعنا العربي الكندي. أود أن أشير بأن التعاون والإخلاص في العمل سيصل بنا الى درجة متقدمة ومنافسة وعلى الأقل مع بقية مكونات المجتمع الكندي حيث المنابت والأصول المتعددة والثرية .
الخاتمة : بأسمكم جميعاُ نشكر السيد الأديب والناشر يونس عطاري على مشاركته لنا في هذا العدد، ونتمنى له و” لدار لونا للترجمة والنشر” النجاح ًوالتوفيق في خدمة وتطوير
الثقافة العربية في المهجر الكندي والأمريكي بشكل عام .



