ثقافيات

لقاء سبيل: العدد 136 ص7و8

ضيف العدد ( أمسيات شعرية - الأستاذ رضوان أبو فيصل ) بعيدها العشرين .

لقاء سبيل

لقاء العدد 136 مع ” أمسيات شعرية ” ويتحدث معنا هذه المرة الأستاذ رضوان ابو فيصل أحد الركيزتين الرئيسيتين الأساسيتين للأمسيات .
وذلك بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيسها وذلك في مطلع العام القادم 2024 حيث الأمسية رقم 58 والمزمع إقامتها في ميسيساغا مساء يوم السبت 27 كانون ثاني – ينايرالقادم.
وكانت ساخر سبيل قد أجرت لقاء مع ” أمسيات شعرية” بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيسها وذلك قبل عشر سنوات من الآن.. وكان (لقاء العدد 27 ) مع الأساتذة الذين أسسوا هذه الأمسيات وأبرز الداعمين وباقة من الشعراء الذين شاركوا بها عبر السنوات الماضية .
أجرى اللقاء: محمد هارون

مقدمة :
وتالياً الى حضراتكم نفس المقدمة التي قلناها سابقاً مع تعديلات طفيقة :
عرّف أحد الشعراء العرب االشعر قائلا ” الشعر هو روح العالم وقلبه. ولا أعني الكتابة الشعرية وحدها، بل الشعر في الأدب، في الرقص والفن. الشجاعة لدى الشاعر شعر. الشجاعة لدى المقاتل لحقوق بلده شعر. الطبيعة والشجر شعر. في مرورها فوقنا الغيوم شعر. أي منظر في العالم نحوله لشعر. عندما نُغرم بالمرأة نكون في حالة شعر. حب الأم لأطفالها شعر. الشعر موجود في العواطف الإنسانية. موجود بين مراهقين متحابين يضمان بعضهما بعضا في ليل الشارع. هذا شعر، وهذه حرية. وأقصى أنواع الشعر هو الحرية.” الشعر ديوان العرب، وسجل تاريخهم ، وقيمهم. وهو صورة من صور البيان والبلاغة، وفن محبب الى النفوس، والشعر العربي سِجل حافل بأحوال العرب الاجتماعية والسياسية عبر العصور، وتصوير شامل لما كان عليه المجتمع في العهود السابقة، ولقد كان الشعر سابقا الوسيلة الإعلامية الأولى التي تؤثِّر في الناس، وكان الحُكام يستثمرون الشعراء في مدحهم وتحسين صورتهم، والدفاع عن مواقفهم وسياساتهم، وكانت تقام الأسواق والمنتديات التي يجتمع فيها الشعراء، ويتبارون في تقديم ما لديهم من قصائد وأشعار، مثل سوق عكاظ. ومن المعروف أن االمهرجانات الشعرية مستمرة في معظم البلاد العربية حتى الآن . اما في بلاد المهجر وفي الامريكيتين خصوصا ومنذ القرن الماضي، فقد نشأت تجمعات و روابط أدبية كانت المطاعم والمقاهي العربية في المهجر مراكزها الأولى حيث يلتقي فيها الأدباء والشعراء للسمر وتبادل الأفكار وتداول الآراء في الأدب. ومن أشهرها الرابطة القلمية، والتي تأسست في نيويورك عام 1920 وضمَّت مجموعة من الأدباء والشعراء برئاسة جبران خليل جبران. كما ظهرت ندوة رواق المعرِّي والعصبة الاندلسية في البرازيل والرابطة الأدبية في الارجنتين وغيرها العديد من التجمعات الثقافية في المهجر العربي في كل بقاع الأرض . وحاليا قد تقام أمسيات شعرية هنا أو هناك بشكل فردي أو متقطع، ولكن أن يستمر تجمع أو فعالية شعرية في بلاد المهجر ويستمر لسنوات طويلة فهذا لعمري شئ يحتاج الى لفتة وبحث ومتابعة .
لك أن تتخيل عزيزي القارئ أهمية استمرار عمل طوعي ثقافي لمدة عقد من الزمن ( 10 سنوات ) وحالياً ( 20 عاماً ) وبدون دعم حكومي أو أية جهة ثقافية رسمية وهذا النشاط الثقافي الشعري وجد مرابعه وسوقه بالمهجر الكندي وتحت عنوان “أمسيات شعرية “وذلك في مدينة ميسيساغا – انتاريو . وحتما معجزة لاستمرار تلك أتت لوجود ركائز أساسية رعتها صغيرة ثم حنت عليها واحتضنتها الى أن كبرت وأنهت بنجاح كبير عشر سنوات من هديل الشعر متنوع الأغراض والبحور. هل هو حب الشعر والاخلاص للغة العرب، أم هي قوة الإرادة والإدارة القوية سبب هذا الاستمرا ر واعتلاء قمة الانشطة الثقافية في منطقة تورونتو الكبرى أوحتى في كل ارجاء كندا، أم كلاهما معاً . تفخر جريدة ساخر سبيل ان تكون السّباقة في اجراء لقاء مع ( أمسيات شعرية ) ومقابلة قوادها وروادها .
التقينا مع الكثيرين ومن معظم البلاد العربية ، ولكننا للأسف لم نستطع تغطية سنوات طويلة من الابداع والصور الشعرية والخيال الرائع لذلك سنكتفي بالقليل والدسم، مقدرين لكم قبول اعتذارنا عن الاختصار. بعض الشعراء التقيناهم في مكاتبهم وبعضهم في بيوتهم وآخرون من خلال البريد العادي أو الاليكتروني (الايميلات ) . اللقاء الأول مع المؤسسين الشاعر الأستاذ محمد رباح والشاعر الأستاذ رضوان أبو فيصل. نراهما معا دائما وكأنهما صدر البيت وعجزه ينظمان وينظمان، يرتبان، يشرفان على كل صغيرة وكبيرة، ورغم هذه التفاصيل الادارية إلا إنهما مشاركان أساسيان بنظم الشعر منذ التأسيس وحتى الآن .
واليوم نستضيف الأستاذ الشاعر رضوان أبو فيصل والسؤال الأول عن قرب مرور 20 عاماً على التأسيس :
السؤال الأول : أستاذ رضوان : ما سر هذا النجاح والذي أوصلكم الى العيد العشرين، ماذا لديكم من فعاليات في ذكرى مرور 20 عاماً على تأسيس أمسيات شعرية ؟
ج1: سـرّ نجاح أمـسـيات شـعـريّه هو عدم وجود ما يُـسَـمّـى ” رئـيـس ” و ” أعضاء ” و ” لِـجان ” و ” انتخابات ” و الى ما هنالك من ألقاب يفـتخر بها البعض .. رضوان ابو فيصل و محمد رباح و الآلاف من الأصدقاء هم أمسيات شعريه …
” احتـفـالـيّـة العـشْـرين ” لم تُـطرح بـعـد .. لـكـن الـمُـؤكّـد انّ فَـرَحَ العـشـرين آتٍ .
السؤال الثاني : حدثنا عن بدايات أمسيات شعرية قبل 20 عاماً
ج2 : لن أزيد على ما قاله محمد في حديث سابق .. وتالياً اجابة قديمة للاستاذ رباح

بدأت فكرة أمسيات شعرية بيني وبين الأستاذ رضوان في نهاية العام 2004 عندما كنت مسؤول اللجنة الثقافية في مركز الجالية العربية وكان رضوان عضوا في نادي الأرز اللبناني. اتفقنا على أن نبدأ نشاطا ثقافيا لأبناء الجالية العربية يكون بالتعاون بين مركز الجالية ونادي الأرز. وهكذا كان، وافق الطرفان، الأول برئاسة الدكتور عبد الفتاح الزاوي والثاني برئاسة السيدة نهاد عنصرة، على أن تكون الكلفة مناصفة بين المؤسستين. وانطلقت أول أمسية شعرية في الخامس والعشرين من كانون الثاني عام 2005 في مطعم بإدارة السيد رامز بو يونس الذي ساعدنا في تحضير الضيافة بسعر منخفض مساهمة منه في إنجاح التجربة. لم يدم الإتفاق بين مركز الجالية ونادي الأرز لأكثر من أمسيتين حيث تنصل كلاهما من المسؤولية ولم يتكفلا بدفع كلفة الأمسية التالية. اضطررنا بعد ذلك للجوء إلى فكرة الإعتماد على رجال الأعمال لرعاية الأمسيات. ولا نذيع سرا عندما نقول أن هذه الفكرة أتت من أخي السيد أنور رباح الذي شجعنا على ذلك وكان أول من تبرع بمبلغ ألف دولار لرعاية الأمسية الثالثة التي أقيمت في فندق نوفوتيل ميسيساغا. توالت بعدها التبرعات من رجال الأعمال العرب أمثال أنور رباح (مرتان)باسم أبو مراد (مرتان) عبدالله الكرنز (مرتان) أحمد النجار، جورج كعدي، البيت الدرزي، الدكتور الزاوي، ابراهيم الياس، بسام داغر، علاء يوسف، حنان الشيخلي، يلماز جاويد (ثلاث مرات) عادل توما، كما تبرعتُ أنا ورضوان ثلاث مرات عندما كنا نعجز عن إيجاد متبرع. واجهنا خلال هذه السنوات العشر بعض المصاعب والمعوقات حيث حاول بعضهم أن يقيم ندوات مشابهة بالتزامن مع الأمسات الشعرية لتشتيت الجمهور والتخفيف من وهج الأمسيات الذي بدأ يتصاعد بنجاح. لكننا استطعنا رضوان وأنا أن نطوق مثل هذه المحاولات ونمنع حصولها. كذلك جرت بعض المحاولات الأخرى من داخل اللجنة القائمة على التحضير للأمسيات لإقامة نشاطات جانبية، لكنها دفنت في المهد ولم تبصر النور. أضف إلى ذلك مشكلة إيجاد المتبرعين لرعاية الأمسيات والتي ما زالت قائمة حتى اليوم. أكملنا كما تعلم عامنا العاشر وبذلك نكون قد أنجزنا ثلاثين أمسية كانت في غالبيتها ناجحة حضرها عدد كبير من أبناء الجالية العربية الذين يحبون الشعر ويتذوقون الكلمة، وحققنا للكثيرين من الشعراء حلما لم يتوقعوا حدوثه في هذا الجزء من العالم. جمهور الأمسيات لم يخذلنا يوما حتى في أصعب الظروف وأقساها كان الجمهور لا يقل عن ستين أو سبعين شخصا. وفي أحسنها كنا نستقبل أكثر من مئة وعشرين.
السؤال الثالث : الأستاذ رضوان أبو فيصل : ما هي أبرز المحطات في مسيرة الأمسيات والتي وصلت الى 58 أمسية.
ج3: رَحَّـبَـتْ أمـسـيـاتُـنا بالعـديـد من الفـنّـانـين و الأدباء و الرسّـامـين و ” المَـسْـرَحِـيـين ” و المـوسـيـقـيين .. و كان لِ ” إبداعاتهم ” ما سَـرَّ قـلـوبَـنـا .. و الكُـلُّ فَـخُـور بهـم .
السؤال الرابع: لن تمر هذه المناسبة بدون بعض أبيات جديدة من الشعر تَـمّ نظمها من قبلكم. ومن قبل الأستاذ محمد رباح هل لنا فرصة بنقلها لقراء جريدتنا.
ج4: كلما شَـقَـفْـنا رغـيْـف .. بِـيْـطُـلُّـو
مِـنْ دون تِـمّْ و إيْـد
تَ يْـبَـارْكُـو خـبْـزاتـنا
وِ يْــحَـوْرْكُـو بَـيْـنَـاتـنا ..
هَـمُّـنْ يْـضَـلّْ بْ بَـيْـتْـنا إيْـمَـان
وْ ما يْـنَـامْ عَ مْـخَـدِّه
حَـدا زِعْـلان :
الأهْـلِ لِ كَـانُو بْ هـالـدّني .. وْ فَـلُّـوا
س 5: كيف يمكن تطوير أمسيات شعرية من حيث مشاركة الشعراء وجمهور الحضور ومشاركة عنصر الشباب واضافة أنشطة ثقافية أخرى .
ج5: ” أمـسـيـات شِـعـريّـه ” ليست بحاجة ال أي تـطـوير أو زيادة : عندما يلـتقي الـمُـحِـبُّون في هـيْـكَـل الـشِـعـر يصيرُ الفَـرَحُ كاملاً ..أمّـا بالنـسْـبة لِـعُـنـصـر الـشَـبـاب فـمشَـاركـتُـهم كانت رائعـةً في بَـعْــضٍ منها .. و الكُلّ يَـشـعـر الآن أنها إلى ازدياد .
السؤال السادس: قبل ان ننتقل الى مشاركات الشعراء .. أستاذ أبو فيصل: بماذا تعد جمهور الشعر في المستقبل ، وماذا تقول للقراء الكرام عن جريدة ساخر سبيل.
ج6: أعِـدُهُـم بأنّـنا سَـنكـون جميعاً في كل أمسيةٍ شـعريّة إن شاء الله ..
و لَكَ و لِ ” سَـاخـر سـبـيـل ” كلُّ الـتـقـدير والامتـنان .. فأنـتُـمـا وَاحِـدٌ على هذه الـدَربِ الـوَعـرة >

بقية اللقاء مع ” أمسيات شعرية ”


ننتقل الى أبرز الداعمين لهذه الأمسيات ان كان دعمهم ماديا او معنويا او إعلاميا، نقول لهم باسم عشاق العربية شكرا لكم ونثمن عاليا مشاركتكم . ولحسن حظنا التقينا بعضا منهم وهم (مع حفظ الألقاب) : خولة السيجري وذوقان عبد الصمد وسامي الكيلاني وفلاح حافظ وعبد القادر فارس و أحمد البوريني ومينا بشير. وقد حاولنا التواصل مع آخرين لكن لم نستطع لأسباب مختلفة ولكن نود ان نذكر بان الكثير من الفنانين و الشركات وأجهزة الاعلام العربية في المهجر ساهمت في نشر ودعم هذه الامسيات فشكرا للجميع . وكان السؤال الموحد التالي لهم : هل لنا بكلمة بمناسبة مرور 20 عاماً على أمسيات شعرية .
– خولة السيجري:
مهمتي في هذه الأمسيات ان اقدم بحثا عن احد كبار شعراء العرب ، نبذة عن حياته ونماذج من شعر وقد اسعدني القبول لما قدمته. كل القدير للاستاذين محمد رباح ورضوان ابو فيصل لرعايتهما لهذه الأمسيات.

***
– ذوقان عبد الصمد
شاركت في الأمسيات مذ قدمت إلى كندا وكنت معجبا ومقدرا الدور الذي يقوم به كل من الأستاذين محمد رباح ورضوان ابو فيصل حيث كان الشعراء من البلدان العربية والحضور واسعا وجميلا وكان الشعر يتنقل من الرومنسية الى الحداثة كانت الأمسيات منبرا وحيدا في مدارات التوهج الإبداعي في كندا والجمهور يعج بالرجال والنساء بفرح وسعادة وإدراك الطا بع المميز لإنتاج الجيل الاول بقراءات من هذا الموروث الجميل و التجربة غنية تطور نفسها بنفسها.

بعض ابيات من الشعر عن الأمسيات
****
يا طيبها امسيات الشعر تحملني
الى الأناقة بين الحين والحين
ومرهفات القوافي البكر ترجع لي
ما علمتني من الشكوى شياطيني

من كل أمسية استل بارقة
تضيء حلم التشهي في شراييني

عرائسي في رحاب الليل ألبسها
ما البسته من الآلهة دواويني
***
د. سامي الكيلاني
أمسيات مسيساغا الشعرية في عيدها العشرين: فضاء للإبداع ومساحة تحتضن الجذور
بعد انتقالي للإقامة في مدينة مسيساغا بوقت قصير لفت نظري إعلان عن أمسيات شعرية في هذه المدينة. رأيت في هذا الأمر فضاء ملائماً للتعبير الإبداعي الإنساني من خلال الشعر، فضاء يتفاعل فيه الشعراء فيما بينهم ويتفاعلون مع جمهور متلقٍ، لتتشكل من ذلك فرصة للجمع بين العيش في مجتمع متعدد الثقافات وتوفير حاضنة للشعر من جهة، ومن جهة أخرى للحفاظ على الهوية الثقافية وتقوية جذور الانتماء لها في الوطن الثاني الذي استضاف ومنح الجنسية للقادمين إليه بكل ما يرتبط بها من حقوق. ولذلك تواصلت مع الأخ الشاعر محمد رباح وعبّرت له عن رغبتي بالمشاركة في هذه الأمسيات بقصائد مختارة من أعمالي الشعرية السابقة وما يستجد من أعمال جديدة، فرحب مشكوراً بذلك، لأصبح مشاركاً في كل الأمسيات التي نظمت بعد ذلك الاتصال. كمشارك في هذه الأمسيات، أود أن أشكر الصديقين الشاعرين محمد رباح ورضوان أبو فيصل على هذه المبادرة لزراعة أزهار الشعر العربي في المهجر ورعايتها على مدار عشرين عاماً لتبقى يانعة متفتحة، وأود كذلك أن أشكر جمهور الشعر في هذه الأمسيات على تفاعله الرائع الذي يعتبر المكافأة الأهم للشاعر حين يلقي قصائده. أتمنى لأمسيات مسيساغا الشعرية وهي تدخل عقدها الثالث دوام الازدهار وانفتاح آفاق جديدة لها نحو حركة أدبية واسعة في المهجر.
***
د. فلاح حافظ
بمناسبه الذكرى العشرين لأمسيات شعريه اتوجه الى الاخوين محمد رباح ورضوان ابو فيصل باحر التهاني واجمل التبريكات لاستمرار مشروعهم الثقافي كل هذه السنين واشكرهم على مواصلتهم بنفس الهمه والمحبه للاستمرار بهذا المشروع ، لقد ارسيتم نهج ثقافي نفتخر به جمعياً واصدرتم من هذا اللقاء العديد من المجموعات الشعريه، وحفزتهم الكثيرين على بوح المشاعر بلا قيود وكانت تجربتكم الاولى المستمره والناجحه في كندا، ولا يسعنا في هذه الذكرى إلاّ أن نذكر منشؤها بالعرفان والشكر الجزيل.
****

د. عبد القادر فارس
عشرون عاما وثماني وخمسون شمعة تضي مساء ” أمسيات شعرية ” خلال الأمسية القادمة ، التي يحييها شعراء المهجر العرب في مدينة ” ميسيساغا ” بمقاطعة أونتاريو بكندا ، برعاية الشاعرين الصديقين الأستاذ محمد رباح شاعر الفصحى المبدع للغتنا العربية الجميلة ، والأستاذ رضوان أبو فيصل شاعر العامية اللبنانية المحببة التي تدخل القلب بجمال كلماتها ومعانيها. كان لي شرف التعرف على هذه النخبة من الشعراء العرب ، والمشاركة في الأمسيات الشعرية منذ الأمسية الحادية والأربعين ، من خلال الصديق والزميل الإعلامي والفنان الأستاذ محمد هارون وصحيفته ” ساخر سبيل ” ، ومن يومها لم أنقطع عن المشاركة إلا لوجودي خارج كندا أو لظرف مرضي قاهر. تعرفت من خلال هذه الأمسيات على زملاء الحرف والكلمة ، مع ديوان العرب ، الشعر بكل صنوفة الموزون والنثري والحداثي والعامي ، التي أمتعنا بها هذه الثلثة من شعراء المهجر ، الذين استطاعوا بكل جدرة وروعة إحياء لغتنا الجميلة ، والحفاظ على ثقافتنا العربية الأصيلة في هذه البلاد ، وسط حضور محبي ومتذوقي الشعر . فألف مبارك لإحياء بلوغ عشرين عاما على انطلاق ” أمسيات شعرية” وكل الشكر للقلئمين عليها ، وللمشاركين فيها ، ولجمهور الحضور ، الذي يقدم التشجيع على استمرار هذه المسيرة المزينة بالأشعار الرائعة والمبدعة ، ووصولها إلى الأمسية الثامنة والخمسين دون انقطاع بكل إبداع.
***

د. أحمد البوريني :

من أجمل ما يميز “أمسيات شعرية” أنها نجحت عبر عقدين من الزمن في أن تكون منصة لإطلاق الموهبة الشعرية الكامنة أو تلك التي بدأ نجمها يأفل بفعل تداعيات هجرة الشاعر وانشغاله عن الأدب بأحوال الحياة الجديدة وصدماتها وتقلباتها … فتعمل أمسيات شعرية على تعريف الشاعر العربي القادم إلى هذا العالم الجديد… وكأنها تعيد تشكيل انتماءاته الثقافية… وتتيح له أن يحيا وسط جمهور مثقف يتذوق الكلمة ليمنح الشاعر دافعية عظيمة ودفقاً من الإلهام والعطاء المتجدد. لقد كانت “أمسيات شعرية” بالنسبة لي كشاعر هي المبتدأ، كأول منبر للشعر عرفته في كندا، وقدمني لجمهور متميز يتتبع خطى الشعراء باهتمام قل نظيره… لقد حفزني هذا المنبر الثقافي لكي أنظم مزيداً من القصائد، ربما كانت أجمل ما كتبت، ولأتعرف على قامات شعرية كبيرة، تعلمت منها الكثير.
ومع نضوح التجربة تشرفت بتنظيم “ملتقى الشعر العربي في كندا” وبمشاركة نخبة من شعراء “أمسيات شعرية” منهم الأستاذ ذوقان عبد الصمد، وأ. محمد رباح، وأ. ربا شعبان. و الدكتور نزار الجبوري. فكل الشكر والتقدير والعرفان لهذا المنبر الثقافي الراقي، الذي شكل قيمة مضافة في الساحة الثقافية العربية بكندا.
***
الشاعرة الشابة مينا بشير قالت :
الأمسياتُ الشِعرية تُعتَبَرُ بمَثابةِ مُتنَفَّسٍ ثقافيٍ و فُسحةً أدبيةٍ جَماليةٍ بالنسبةِ لي. أتعلَّمُ من خلالِها فنَّ تَذَوُّقِ الشِعرِ و استِشعارِ حلاوَتهِ اللاذِعة. في الأمسياتِ الشِعرية، يتعَلَّمُ المَرءُ مهارةَ الصمتِ في حَضرةِ القصيدة.
***
الخاتمة :
ونحن في جريدة ساخر سبيل نشد على أيدي القائمين على الأمسيات، ولا نذيع سرًا إن قلنا بأن هذه الاستمرارية والتحليق سببه الانتماء للعمل الذي آمن به كل من الأستاذ محمد رباح والاستاذ رضوان أبو فيصل والاخلاص له بعيدا عن المنفعة الشخصية والفئوية الضيقة والطائفية المقيتة . أخيراً نتمنى للانشطة الفنية والأدبية والعلمية والمسرحية العربية ان تنمو وتنشط لتملأ أجواء الغربة الشاحبة بنور يخفف من صعوبتها وتجعل سير الحياة فيها رغد وميسر … نختم ما أروع من الشعر الا الشعراء .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock