ثقافيات

لن تجدوه إلا بالقدس رغماً عن وباء ” الكورونا “

بقلم : أ.د. حنا عيسى

كتبت هذه الكلمات حتى نشعر بأننا نعيش شهر رمضان الكريم بأجواء اعتيادية ، قبل ان تحل علينا في هذا الشهر الفضيل وباء الكورونا .. رغما عن ذلك سأكتب كيف يجب ان تكون يوميات شهر رمضان الفضيل .. واصفا ايامه الجميلة كأنها اليوم في صورة من التجاذب مع ايام رمضان الجميلة داخل مدينة القدس العتيقة .. نزولا عند قوال الشاعر:
( يا قدس يا سيدتي معذرة! فليس لي يدان وليس لي أسلحة وليس لي ميدان : كل الذي أملكه لسان )
يحافظ المقدسيين على التقاليد الرمضانية منذ مئات السنين فمدفع الإفطار لا زال حاضرا ، والمسحرين ما زالوا يقرعون الطبول بلباسهم التقليدي باعثين سحرا شرقيا بأزقة البلدة القديمة
لشهر رمضان في مدينة القدس طقوس خاصة تبدأ قبل حلول الشهر بأيام فتنصب الزينة وتضاء الأنوار وتغطى الأبواب بالزينة المضاءة على شكل هلال ونجمة، وزينة القدس في رمضان لا تكتمل إلا بوجود الناس، فأسواق البلدة القديمة وساحات المسجد الأقصى بدأت منذ صلاة التراويح الأولى تعج بالزائرين والمصلين من أهل المدينة وأشقائها من الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي ال 48 .
الأقصى الحزين يبتسم
يتوافد المصلين على المسجد الأقصى لأداء الصلوات الخمس وبالأخص صلاة التراويح، فهو الشهر الوحيد الذي تمتلئ باحاته بالمصلين، وفي هذا الشهر تستشعر سعادة المكان بزائريه فالأشجار تحتضن المصلين بظلالها فرحا بتزينهم لباحات المسجد الأقصى.
فالاحتلال يحاول قطع أوصال المدينة المقدسة وسحب عروبتها وتهويد حضاراتها ليأتي شهر رمضان المبارك مؤكداً على عروبتها نابضا بإسلامية المكان.
فسحة للتجارة المقدسية

ينتظر التجار المقدسيين شهر رمضان بفارغ الصبر، فالضرائب الإسرائيلية والحصار المفروض على المدينة المقدسة بمنع الفلسطينيين بالضفة الغربية من زيارتها واقتصار سائحي البلدة القديمة على الأجانب واليهود يحرم التجار المقدسيين من الربح ما يدفعهم إلى إغلاق محالهم والدليل على ذلك عشرات المحلات التي اضطر أصحابها على إغلاقها.
إضعاف عمليات التهويد
تجتمع الطقوس الرمضانية الدينية في خندق واحد، محاولة إضعاف عمليات التهويد الاحتلالية لمدينة القدس، فالاحتلال يسعى ضمن خططه الممنهجة لتدمير حقيقة إسلامية المدينة المقدسة ليأتي شهر الخير مؤكدا على عروبة وإسلامية المكان بحجارته وأصحابه، واكتظاظ المصلين في المسجد الأقصى دليل على إسلامية وعظمة المكان.
لن تجدوه إلا بالقدس
يحافظ المقدسيين على التقاليد الرمضانية منذ مئات السنين فمدفع الإفطار لا زال حاضرا، والمسحرين ما زالوا يقرعون الطبول بلباسهم التقليدي باعثين سحرا شرقيا بأزقة البلدة القديمة.
ولكل شيء في القدس نكهة خاصة فطقوس السحور لن تكتمل إلا بالحلاوة المقدسية وبأنواعها التقليدي منها والمبتكر، والتمر هندي مشروب الفطور التقليدي لن تجده بعبقه الحقيقي إلا في القدس، ولن نتناسى الكلاج المقدسي الذي يتحلى بنكهة خاصة في رمضان وتباع عجينته فقط في رمضان.
ورغم أن الطريق إلى المدينة المقدسة معبد بالآلام والقهر تجد المصلين يتسابقون في الوصول إليها محبتا واشتياقا حاملين في جعبتهم ادعيتهم وأمنياتهم فقد أتى شهر الرحمة شهر الخير ،، وكل عام وانتم بالف خير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock